اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 468
إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ
طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (الإسراء: من الآية13) ويخرج له هذا الكتاب فيقال: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (الإسراء: 14) ، فيقراه له، ويتبين كل ما عنده. هذا الكتاب المنشور من الناس من يأخذه بيمينه، ومن الناس من يأخذه بشماله من وراء ظهره. أما من يأخذه بيمينه_ أسال الله أن يجعلنا منهم_ فانه يقول للناس (هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ) (الحاقة: من الآية19) ، يريهم إياه فرحا ومسرورا بما انعم الله به عليه. وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول حزا وقما وهما (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ) (الحاقة: من الآية25) . ومما يجب الإيمان به في ذلك اليوم: أن تؤمن بالحساب، بان الله تعالى يحاسب الخلائق، كما قال الله تعالى: (وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء: من الآية47) ، وقال الله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) (الانشقاق: 8) ، فيحاسب الله الخلائق، ولكن حساب المؤمن حساب يسير ليس فيه مناقشة، يخلو الله سبحانه وتعالى بعبده المؤمن ويضع عليه ستره، ويقرره بذنوبه، يقول: أتذكر كذا؟ حتى يقول: نعم، ويقر
بذلك كله، فيقول الله_ عز وجل_ له: ((أني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا اغفرها لك اليوم)) ، وما اكثر الذنوب التي
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 468