اسم الکتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 219
للشبهات حذراً مِنَ الوقوعِ في المحرَّمات.
وإنْ كان القلبُ فاسداً، قدِ استولى عليه اتِّباعُ هواه، وطلب ما يحبُّه، ولو كرهه الله، فسدت حركاتُ الجوارح كلها، وانبعثت إلى كلِّ المعاصي والمشتبهات بحسب اتِّباع هوى القلب.
ولهذا يقال: القلبُ مَلِكُ الأعضاء، وبقيَّةُ الأعضاءِ جنودُه، وهم مع هذا [1] جنودٌ طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيءٍ من ذلك، فإنْ كان الملكُ صالحاً كانت هذه الجنود صالحةً، وإنْ كان فاسداً كانت جنودُه بهذه المثابَةِ فاسدةً، ولا ينفع عند الله إلاّ القلبُ السليم [2] ،
كما قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [3] ، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: ((اللهم إني [4] أسألُكَ قلباً سليماً)) [5] ، فالقلب السليم: هو السالم من الآفات والمكروهات كلِّها، وهو القلبُ الذي ليس فيه سوى محبة الله وما يحبُّه الله، وخشية الله، وخشية ما يُباعد منه.
وفي " مسند الإمام أحمد " [6] عن أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا يستقيمُ [1] عبارة: ((جنوده وهم مع هذا)) سقطت من (ص) . [2] ورد في هذا حديث عن أبي هريرة موقوف.
أخرجه: معمر في " جامعه " (20375) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (109) .
وانظر: نوادر الأصول للحكيم الترمذي 2/192-193 و3/150، وفيض القدير للمناوي
(6191) . [3] الشعراء: 88-89. [4] عبارة: ((اللهم إني)) لم ترد في (ج) . [5] أخرجه: أحمد 4/123 و125، والترمذي (3407) ، والنسائي 3/54 وفي " الكبرى "، له (10648) ، وابن حبان (1974) ، والطبراني في " الكبير " (7135) و (7175) ، والحاكم 1/508 من حديث شداد بن أوس، به. وإسناده ضعيف. [6] 3/198، وإسناده ضعيف لضعف علي بن مسعدة.
وأخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (887) عن أنس. وله شاهد عن الحسن، عن بعض أصحاب النبي عند البيهقي في " شعب الإيمان " (8) .
اسم الکتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 219