responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 99
(مِنْهُ) أَي من الله (اسْتِدْرَاج لَهُ) أَي استنزال لَهُ من دَرَجَة إِلَى أُخْرَى حَتَّى يُدْنِيه من الْعَذَاب فيصبه عَلَيْهِ صبا ويسحه عَلَيْهِ سَحا فَالْمُرَاد بالاستدراج هُنَا تقريبه من الْعقُوبَة شَيْئا فَشَيْئًا (حم طب هَب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ وَإِسْنَاده صَحِيح
(إِذا رَأَيْت من أَخِيك) فِي الدّين (ثَلَاث خِصَال) أَي فعل ثَلَاث خِصَال (فارجه) أَي فأمل أَن تنْتَفع بِهِ عَن قرب وَيكون مشاورا فِي الْأُمُور مسترشدا فِي التَّدْبِير وَهِي (الْحيَاء وَالْأَمَانَة والصدق) فَإِن هَذِه الْخِصَال أُمَّهَات مَكَارِم الْأَخْلَاق فَإِذا وجدت فِي عبد دلّت على صَلَاحه فيرجى ويرتجى (وَإِذا لم تَرَهَا) مجتمعة فِيهِ (فَلَا ترجه) لشَيْء مِمَّا ذكر وَلَا ترجو لَهُ الْفَلاح (عد فر عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(إِذا رَأَيْت كلما) بِالنّصب هُنَا على الظَّرْفِيَّة (طلبت شَيْئا من أَمر الْآخِرَة) أَي من الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بهَا المقربة إِلَيْهَا (وابتغيته يسر لَك) أَي تهَيَّأ وَحصل لَك بسهولة وَعدم تَعب (وَإِذا أردْت شَيْئا من أَمر الدُّنْيَا) أَي من الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بهَا (وابتغيته عسر عَلَيْك) أَي صَعب فَلم يحصل لَك إِلَّا بتعب وكلفة ومشقة (فَاعْلَم أَنَّك على حَالَة حَسَنَة) أَي مرضية عِنْد الله تَعَالَى لِأَنَّهُ إِنَّمَا زوى عَنْك الدُّنْيَا وعرّضك للبلاء لينقيك من دنسك ويريحك وَيرْفَع درجتك فِي الْآخِرَة (وَإِذا رَأَيْت كَمَا طلبت شَيْئا من أَمر الْآخِرَة وابتغيته عسر عَلَيْك وَإِذا طلبت شَيْئا من أَمر الدُّنْيَا وابتغيته يسر لَك فَأَنت على حَالَة قبيحة) أَي غير مرضية عِنْده تَعَالَى فَإِن النعم محن وَالله تَعَالَى يبلو بِالنعْمَةِ كَمَا يبلوا بالنقمة وَالْأول عَلامَة حسن الخاتمة وَالثَّانِي ضِدّه والمسئلة ربَاعِية فَبَقيَ مَا إِذا كَانَ يعسر عَلَيْهِ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمَا إِذا كَانَا يتيسران لَهُ وَلم يتَعَرَّض لَهما لوضوحهما (ابْن الْمُبَارك فِي) كتاب (الزّهْد عَن سعيد بن أبي سعيد مُرْسلا) هُوَ ابْن كيسَان المَقْبُري (هَب عَن عمر بن الْخطاب) وَفِيه انْقِطَاع
(إِذا رَأَيْتُمْ من) أَي مُكَلّفا (يَبِيع أَو يبْتَاع) أَي يَشْتَرِي وَهُوَ (فِي الْمَسْجِد فَقولُوا) لَهُ ندبا وَقيل وجوبا (لَا أربح الله تجارتك) دُعَاء عَلَيْهِ بالخسران أَو احْتِمَال الْخَبَر بعيد (وَإِذا رَأَيْتُمْ من) أَي مُكَلّفا (ينشد) بِفَتْح أَوله يتطلب (فِيهِ ضَالَّة) بِالْهَاءِ تقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَهِي أَصَالَة الْحَيَوَان وَهنا أَي شَيْء ضَاعَ (فَقولُوا) لَهُ ندبا (لَا ردهَا الله عَلَيْك) دُعَاء عَلَيْهِ بِعَدَمِ الوجدان زجرا لَهُ عَن ترك تَعْظِيم الْمَسْجِد والمساجد لم تبن لهَذَا كَمَا فِي خبر مُسلم (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَإِسْنَاده صَحِيح
(إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يتعزى) أَي ينتسب (بعزاء الْجَاهِلِيَّة) أَي بنسبها والانتماء إِلَيْهَا (فأعضوه) أَي اشتموه (بِهن أَبِيه) أَي قُولُوا لَهُ اعضض بِهن أَبِيك أَي بِذكرِهِ وصرحوا بِلَفْظ الذّكر (وَلَا تكنوا) عَنهُ بالهن تنكيلا وزجرا (حم ت عَن أبيّ) بن كَعْب وَإِسْنَاده صَحِيح
(إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يعْتَاد الْمَسَاجِد) الَّتِي هِيَ جنان الدُّنْيَا يَعْنِي وجدْتُم قلبه مُعَلّقا بهَا من حِين يخرج مِنْهَا إِلَى أَن يعود إِلَيْهَا لنَحْو صَلَاة واعتكاف (فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان) أَي اقْطَعُوا لَهُ بِأَنَّهُ مُؤمن حَقًا فَإِن الشَّهَادَة قَول صدر عَن مواطأة الْقلب اللِّسَان على سَبِيل الْقطع وَلِلْحَدِيثِ تَتِمَّة وَهِي فَإِن الله يَقُول {إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه} (حم ت هـ وَابْن خُزَيْمَة) فِي صَحِيحه (حب ك ن هق عَن أبي سعيد) الخدريّ بِإِسْنَاد صَحِيح
(إِذا رَأَيْتُمْ الرجل) فِي رِوَايَة بدله العَبْد (قد أعْطى) بالبنا للْمَفْعُول أَي أعطَاهُ الله (زهدا فِي الدُّنْيَا) أَي استصغارا لَهَا واحتقارا لشأنها (وَقلة منطق) كمحمل أَي عدم كَلَام فِي غير طَاعَة إِلَّا بِقدر الْحَاجة (فاقتربوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يلقى) بقاف مشدّدة مَفْتُوحَة (الْحِكْمَة) أَي يعلم دقائق

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست