responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 98
بشكر تِلْكَ النِّعْمَة الْمُنعم بهَا عَلَيْهِ وَهِي معافاته من ذَلِك الْبلَاء وَالْخطاب فِي قَوْله ابتلاك وَعَلَيْك يُؤذن بِأَنَّهُ يظهره لَهُ وَمحله إِذا لم يخف فتْنَة (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) رمز لضَعْفه
(إِذا رأى أحدكُم امْرَأَة حسناء) أَي ذَات حسن أَي جمال (فَأَعْجَبتهُ) أَي استحسنها لِأَن غَايَة رُؤْيَة المتعجب مِنْهُ استحسانه وَلَو رأى شوهاء فَأَعْجَبتهُ كَانَ كَذَلِك وَإِنَّمَا قيد بالحسناء لِأَنَّهَا الَّتِي تستحسن غَالِبا (فليأت أَهله) أَي فليجامع حليلته ليسكن مَا بِهِ من حر الشَّهْوَة خوفًا من استحكام دواعي فتْنَة النّظر (فَإِن الْبضْع) بِالضَّمِّ الْفرج (وَاحِد) يَعْنِي الْفروج متحدة المذاق غير مُخْتَلفَة عِنْد الحذاق وَمن ثمَّ قَالَ (وَمَعَهَا مثل الَّذِي مَعهَا) أَي مَعهَا فرج مثل الْفرج الَّذِي مَعَ تِلْكَ الْأَجْنَبِيَّة وَلَا مزية لفرج الْأَجْنَبِيَّة عَلَيْهِ والتمييز بَينهمَا من تَزْيِين الشَّيْطَان وَقد قَالَ الْأَطِبَّاء إِن الْجِمَاع يسكن هيجان الْعِشْق وَإِن كَانَ مَعَ غير المعشوق (خطّ عَن عمر) بن الْخطاب
(إِذا رأى أحدكُم بأَخيه) فِي الدّين (بلَاء) محنة أَو مُصِيبَة فِي دينه أَو بدنه أَو غَيرهمَا (فليحمد الله) ندبا على سَلَامَته من مثله وَيعْتَبر ويكف عَن الذُّنُوب (وَلَا يسمعهُ ذَلِك) أَي حَيْثُ لم ينشأ ذَلِك الْبلَاء عَن محرم كمقطوع فِي سَرقَة لم يتب (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن جَابر) بن عبد الله
(إِذا رَأَيْت النَّاس) يَعْنِي وجدْتُم (قد مرجت) بميم وجيم مفتوحتين (عهودهم) أَي اختلت وفسدت وَقلت فيهم أَسبَاب الديانَات (وَخفت) بِالتَّشْدِيدِ قلت (أماناتهم) جمع أَمَانَة ضدّ الْخِيَانَة (وَكَانُوا هَكَذَا) وَبَين الرَّاوِي مَا وَقعت عَلَيْهِ الْإِشَارَة بقوله (وَشَبك) أَي خلط (بَين أنامله) أَي أنامل أَصَابِع يَدَيْهِ إِشَارَة إِلَى تموّج بَعضهم فِي بعض وتلبيس أَمر دينهم (فَالْزَمْ بَيْتك) يَعْنِي اعتزل النَّاس وانجع عَنْهُم (واملك) بِكَسْر اللَّام (عَلَيْك لسَانك) احفظه وصنه (وَخذ مَا تعرف) من أَمر الدّين (ودع) اترك (مَا تنكر) من أَمر النَّاس الْمُخَالف للشَّرْع (وَعَلَيْك بِخَاصَّة أَمر نَفسك) أَي استعملها فِي الْمَشْرُوع وكفها عَن الْمنْهِي (ودع عَنْك أَمر الْعَامَّة) أَي اتركه فَإِذا غلب على ظَنك أَن الْمُنكر لَا يَزُول بإنكارك وَخفت مَحْذُور فَأَنت فِي سَعَة من تَركه وَأنكر بِالْقَلْبِ مَعَ الانجماع قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وَالْمرَاد بالخاصة حَادِثَة الْوَقْت الَّتِي تخص الْإِنْسَان (ك عَن ابْن عَمْرو) بن العَاصِي وَقَالَ صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
(إِذا رَأَيْت) لفظ رِوَايَة الْبَزَّار رَأَيْتُمْ (أمتِي) يَعْنِي مَا صَارَت أمتِي إِلَى حَالَة (تهاب) أَي تخَاف (الظَّالِم) أَي الجائر المتعدّي للحدود (أَن تَقول لَهُ أَنَّك ظَالِم) يَعْنِي أَن تَمنعهُ من الظُّلم أَو تشهد عَلَيْهِ بِهِ (فقد تودّع مِنْهُم) بِضَم أوّله بضبط المُصَنّف أَي اسْتَوَى وجودهم وعدمهم وخذلوا وخلى بَينهم وَبَين مَا يرتكبون من الْمعاصِي أَصله من التوديع وَهُوَ التّرْك (حم طب ك هَب عَن ابْن عَمْرو) بن العَاصِي (طس عَن جَابر) بن عبد الله صَححهُ الْحَاكِم وأقرّوه
(إِذا رَأَيْت الْعَالم) أَي وجدته (يخالط) أَي يداخل (السُّلْطَان) الإِمَام الْأَعْظَم أَو أحد نوّابه (مُخَالطَة كَثِيرَة) أَو فَوق الْحَاجة (فَاعْلَم أَنه لص) أَي سَارِق أَي محتال على اقتناص الدُّنْيَا بِالدّينِ ويجذبها إِلَيْهِ من حرَام أَو غَيره فَاحْذَرُوهُ أما لَو خالطه أَحْيَانًا لمصْلحَة كشفاعة وَنصر مظلوم فَلَا بَأْس وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح (فر عَن أبي هُرَيْرَة) وَإِسْنَاده حسن
(إِذا رَأَيْت الله تَعَالَى) أَي علمت أَنه (يُعْطي العب) أَي عبدا من عباده (من الدُّنْيَا) أَي من زهرتها وَزينتهَا (مَا يحب) أَي العَبْد من نَحْو مَال وجاه وَولد (وَهُوَ) أَي وَالْحَال أَنه (مُقيم على مَعَاصيه) أَي عاكف عَلَيْهَا ملازم لَهَا (فَإِنَّمَا ذَلِك) أَي إِعْطَاؤُهُ وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَالة

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست