responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 78
والأكمل إكمالها وَذَلِكَ لأنّ اسْم الله نَافِع يقي الإسواء وَيدْفَع الإدواء وَيدْفَع ضَرَر الطَّعَام ويجلب الشِّفَاء لمن ذكر بقلب حَاضر مَعَ مَا فِيهِ من عود الْبركَة على الطَّعَام بتكثيره ولحضور الْقلب عِنْد التَّسْمِيَة للْأَكْل أثر كَبِير يُدْرِكهُ أَرْبَاب البصائر (فَإِن نسي) أَو تعمد بِالْأولَى (أَن يذكر اسْم الله فِي أوّله فَلْيقل) وَلَو بعد فرَاغ الْأكل على مَا قيل لكنه عليل (بِسم الله على أوّله وَآخره) أَي آكل أوّله وَآخره بِسم الله فالجار وَالْمَجْرُور حَال من فَاعل الْفِعْل المقدّر (د ت ك عَن عَائِشَة) قَالَ ك صَحِيح
(إِذا أكل أحدكُم) أَي أَرَادَ أَن يَأْكُل (طَعَاما) غير لبن (فَلْيقل) ندبا مؤكدا (اللهمّ بَارك لنا فِيهِ) من الْبركَة وَهِي زِيَادَة الْخَيْر ونموّه ودوامه (وأبدلنا خيرا مِنْهُ) من طَعَام الْجنَّة أَو أعمّ (وَإِذا شرب) أَي تنَاول (لَبَنًا) وَلَو غير حليب وَعبر بالشرب لِأَنَّهُ الْغَالِب (فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وزدنا مِنْهُ) وَلَا يَقُول خيرا مِنْهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَطْعِمَة خير مِنْهُ (فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء يجزى) بِضَم أوّله يَكْفِي (من الطَّعَام وَالشرَاب إِلَّا اللَّبن) يَعْنِي لَا يَكْفِي فِي دفع الْعَطش والجوع مَعًا شَيْء وَاحِد إِلَّا هُوَ لِأَنَّهُ مركب من جبنية وسمنية ومائية (حم د ت هـ هَب عَن ابْن عَبَّاس) وَإِسْنَاده صَحِيح أَو حسن
(إِذا أكل أحدكُم طَعَاما) ملوّثا وَفرغ من الْأكل (فَلَا يسمح) ندبا (يَده) الَّتِي أكل بهَا أَي أَصَابِعه بِدَلِيل خبر مُسلم كَانَ يَأْكُل بِثَلَاثَة أَصَابِع فَإِذا فرغ لعقها (بالمنديل) بِكَسْر الْمِيم (حَتَّى يلعقها) بِفَتْح أوّله ثلاثيا أَي يلحسها بِنَفسِهِ (أَو يلعقها) بِضَم أوّله رباعيا أَي يَجْعَل غَيره مِمَّن لَا يتقذر ذَلِك كحليلته وخادمه وَولده يلحسها لأنّ الْمسْح بالمنديل قبل اللعق عَادَة الْجَبَابِرَة ثمَّ مَحل ذَلِك إِذا لم يكن فِي الطَّعَام غمر وَإِلَّا غسلهَا الْخَبَر التِّرْمِذِيّ من نَام وَفِي يَده غمر فَأَصَابَهُ شَيْء فَلَا يلومنّ إِلَّا نَفسه (حم ق د هـ عَن ابْن عَبَّاس حم م ن هـ عَن جَابر) بن عبد الله (بِزِيَادَة فَإِنَّهُ) أَي الْآكِل (لَا يدْرِي فِي أيّ) جُزْء من أَجزَاء (طَعَامه) تكون (الْبركَة) أفيما أكل أَو فِي الْبَاقِي بأصابعه فيحفظ تِلْكَ الْبركَة بلعقها
(إِذا أكل أحدكُم طَعَاما فليلعق أَصَابِعه) أَي فِي آخر الطَّعَام لَا فِي أَثْنَائِهِ لِأَنَّهُ يمس بأصابعه بصاقه فِي فِيهِ إِذا لعقها ثمَّ يُعِيدهَا فَيصير كَأَنَّهُ بَصق فِيهِ وَذَلِكَ مستقبح ذكره القرطبيّ (فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه تكون الْبركَة) فَإِنَّهُ تَعَالَى قد يخلق الشِّبَع عِنْد لعق الْأَصَابِع أَو الْقَصعَة قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد بِالْبركَةِ مَا يحصل بِهِ التغذي وَيُقَوِّي على الطَّاعَة (حم م ت عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن زيد بن ثَابت طس عَن أنس) بن مَالك
(إِذا أكل أحدكُم طَعَاما) أَي ملوّثا (فليغل يَده) الَّتِي أكل بهَا (من وضر) بِالتَّحْرِيكِ (اللَّحْم) أَي دسمه وزهومته فَإِن إهمال ذَلِك وَالْمَبِيت بِهِ يُورث اللَّحْم (عدا عَن ابْن عمر) بن الْخطاب باسناد ضَعِيف
إِذا أكل أحدكُم) أى أَرَادَ أَن يَأْكُل (فَليَأْكُل) ندبا مؤكدا (بِيَمِينِهِ) أَي بِيَدِهِ الْيُمْنَى حَيْثُ لَا عذر (وَإِذا شرب فليشرب بِيَمِينِهِ) كَذَلِك أَنَّهَا أشرف من الشمَال وَأقوى غَالِبا وأسبق للأعمال وَأمكن فِي الأشغال ثمَّ هِيَ مُشْتَقَّة من الْيمن وَالْبركَة وَقد شرّف الله أهل الْجنَّة بنسبتهم إِلَيْهَا كَمَا ذمّ أهل النَّار بنسبتهم إِلَى الشمَال فَقَالَ فأصحاب الميمنة مَا أَصْحَاب الميمنة وَعَكسه فِي أَصْحَاب الشمَال فاليمين وَمَا نسب إِلَيْهَا وَمَا اشتق مِنْهَا مَحْمُود لِسَانا وَشرعا ودينا وَأُخْرَى وَالشمَال بالضدّ حَتَّى قَالَ الشَّاعِر
(أنبئ أَفِي يمنى يَديك جَعَلتني ... فَأَفْرَح أم صيرتني فِي شمالكا)
وَقيل يحرم (فإنّ الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ وَيشْرب بِشمَالِهِ) حَقِيقَة أَو يحمل أولياءه من الْإِنْس

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست