responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 72
الْأَمر بِالْغسْلِ احْتِمَال النَّجَاسَة وَفِي الحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا أنّ المَاء الْقَلِيل إِذا ورد عَلَيْهِ نجس تنجس وَإِن لم يُغَيِّرهُ وَالْفرق بَين وُرُود المَاء على النَّجس وَعَكسه أنّ مَحل الِاسْتِنْجَاء لَا يطهر بِالْحجرِ بل يُعْفَى عَنهُ فِي حق الْمصلى وَندب غسل النَّجَاسَة ثَلَاثًا فَإِنَّهُ أَمر بِهِ فِي المتوهمة فَفِي المتحققة أولى وَالْأَخْذ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَة وَغَيرهَا مَا لم يخرج لحدّ الوسوسة وَاسْتِعْمَال أَلْفَاظ الْكِنَايَة فِيمَا يتحاشى من التَّصْرِيح بِهِ (مَالك) فِي الْمُوَطَّأ (وَالشَّافِعِيّ) فِي الْمسند (حم ق 4) كلهم فِي الطَّهَارَة (عَن أبي هُرَيْرَة) وَظَاهر كَلَام الْمُؤلف بل صَرِيحه أَنه مُتَّفق عَلَيْهِ بِهَذَا وَتبع فِي ذَلِك الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَهُوَ وهم فإنّ البُخَارِيّ لم يذكر التَّثْلِيث بل تفرّد بِهِ مُسلم عَنهُ نبه عَلَيْهِ الزَّرْكَشِيّ
(إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه) لَيْلًا أَو نَهَارا (فَتَوَضَّأ) أَي أَرَادَ الْوضُوء (فليستثر) أَي فَليخْرجْ المَاء من أَنفه ندبا بعد الِاسْتِنْشَاق يفعل ذَلِك (ثَلَاث مرّات) وَتحصل سنة الِاسْتِنْشَاق بِلَا انتثار لَكِن الْأَكْمَل إِنَّمَا يحصل بِهِ (فَإِن الشَّيْطَان يبيت على خياشيمه) أَي حَقِيقَة أَو مجَازًا عَن الوسوسة بِالْكَسَلِ والكلال جمع خيشوم وَهُوَ كَمَا قَالَ القَاضِي كالتوربشتي أقْصَى الْأنف الْمُتَّصِل بالبطن المقدّم من الدِّمَاغ الَّذِي هُوَ مَحل الْحس الْمُشْتَرك ومستقرّ الخيال فَإِذا نَام تَجْتَمِع فِيهِ الأخلاط ويبس عَلَيْهِ المخاط ويكل الْحس ويتشوّش الْفِكر فَيرى أضغاث أَحْلَام فَإِذا قَامَ من نَومه وَترك الخيشوم بِحَالهِ استمرّ الكسل والكلال واستعصى عَلَيْهِ النّظر الصَّحِيح وعسر الخضوع وَالْقِيَام بِحُقُوق الصَّلَاة وأبوابها ثمَّ قَالَ التوربشتي مَا ذكر هُوَ من طَرِيق الِاحْتِمَال وَالْحق الْأَدَب دون الْكَلِمَات النَّبَوِيَّة الَّتِي هِيَ مخازن الْأَسْرَار الربوبية ومعادن الحكم الإلهية أَن لَا يتَكَلَّم فِي هَذَا الحَدِيث وإخواته بِشَيْء فَإِنَّهُ تَعَالَى خص رَسُوله بِغَرَائِب الْمعَانِي وكاشفه عَن حقائق الْأَشْيَاء مَا يقصر عَن بَيَانه بَاعَ الْفَهم وَبِكُل عَن إِدْرَاكه بصر الْعقل وَقيل المشاعر الْخَمْسَة كل مِنْهَا الْعلم وَطَرِيق معرفَة الله الخيشوم فَلِذَا كَانَ مقترب الشَّيْطَان وَمَوْضِع دُخُوله فِيهِ قَالَ الطيبيّ وَلَعَلَّ خِلَافه أولى لأنّ أنسب المشاعر بعالم الْأَرْوَاح حسن الشم وَلذَا حبب إِلَى الْمُصْطَفى الطّيب وَحرم عَلَيْهِ تنَاول مَا يُخَالِفهُ وَقَالَ أَبُو الطّيب
(مسكية النفحات أَلا إِنَّهَا ... وحشية بسواهم لَا تعبق)
ولأنّ الشَّيْطَان اللص إِنَّمَا يهم بِقطع الطَّرِيق الْموصل وسدّ مسالك روح الله إِلَى قلب العَبْد (ق ن عَن أبي هُرَيْرَة)
(إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم) أَي رجعت روحه لبدنه بعد نَومه (فَلْيقل) ندبا (الْحَمد لله الَّذِي ردّ عليّ روحي) إِلَى بدني وَالنَّوْم أَخُو الْمَوْت (وعافاني) سلمني من الأسقام والبلايا (فِي جَسَدِي) أَي بدني (وَأذن لي بِذكرِهِ) أَي فِيهِ وَفِيه ندب الذّكر عِنْد الانتباه (ابْن السّني) فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ النَّوَوِيّ صَحِيح
(إِذا أسلم العَبْد) أَي صَار مُسلما بنطقه بِالشَّهَادَتَيْنِ (فَحسن إِسْلَامه) بِأَن أخْلص فِيهِ وَصَارَ بَاطِنه كظاهره (يكفر الله) بِالرَّفْع جَوَاب إِذا (عَنهُ كل سَيِّئَة كَانَ زلفها) بتَخْفِيف اللَّام وَقد تشدّد أَي محا عَنهُ كل خَطِيئَة قدّمها على إِسْلَامه لِأَنَّهُ يجب مَا قبله (وَكَانَ بعد ذَلِك) أَي بَعْدَمَا علم من الْمَجْمُوع وَهُوَ محو السيآت وتكفيرها بِالْإِسْلَامِ (الْقصاص) المقاصصة والمجازاة وَاتِّبَاع كل عمل بِمثلِهِ وَفسّر الْقصاص بقوله (الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا) مُبْتَدأ وَخبر الْجُمْلَة استئنافية (إِلَى سَبْعمِائة ضعف) أَي منتهية إِلَى ذَلِك فَهُوَ نصب على الْحَال وَيجوز كَون تَقْدِيره تكْتب بِعشر أَمْثَالهَا (والسيئة بِمِثْلِهَا) أَي فيؤاخذ بهَا

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست