responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 69
(وَإِن) كَانَ فعله (شرّا) أَي مَنْهِيّ عَنهُ شرعا (فانته) أَي كف عَنهُ وَفِي رِوَايَة بدل فامضه فوحه أَي أسْرع فِيهِ من الوحا وَهُوَ السرعة ومقصوده الْأَمر بالتأني والتدبر فإنّ الأناة من الله والعجلة من الشَّيْطَان كَمَا يَأْتِي فِي خبر قَالَ بعض الصُّوفِيَّة وميزان الحركات المحمودة المذمومة أَن تنظر مَا بعْدهَا فَإِن وجدت سكونا ومزيد علم فمحمودة أَو ندما وضيقا فمذمومة لِأَنَّهَا من النَّفس أَو الشَّيْطَان (ابْن الْمُبَارك) عبد الله الإِمَام الْمَشْهُور (فِي) كتاب (الزّهْد) وَالرَّقَائِق (عَن أبي جَعْفَر عبد الله بن مسور) بِكَسْر الْمِيم ابْن عون بن جَعْفَر (الْهَاشِمِي) نِسْبَة إِلَى بني هَاشم (مُرْسلا) قَالَ فِي المغنى أَحَادِيثه مَوْضُوعَة
(إِذا أرت أَن تبزق) بزاي وسين وصاد أَي تطرح الرِّيق من فمك (فَلَا تبزق) حَيْثُ لَا عذر (عَن) جِهَة (يَمِينك) فَيكْرَه تَنْزِيها لشرف الْيَمين وأدبا مَعَ ملكه (وَلَكِن) ابصق (عَن) جِهَة (يسارك إِن كَانَ فَارغًا) لأنّ الدنس حق الْيَسَار وَالْيَمِين عَكسه وَخص النَّهْي بِالْيَمِينِ مَعَ أَن عَن شِمَاله ملكا لشرفه بِكِتَابَة الْحَسَنَات (فَإِن لم يكن فَارغًا) كَأَن كَانَ على الْيَسَار إِنْسَان (فتحت قدمك) أَي الْيُسْرَى كَمَا فِي خبر هبه فِي صَلَاة أَولا (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (عَن طَارق) كفاعل بِمُهْملَة أوّله وقاف آخِره (ابْن عبد الله) الْمحَاربي لَهُ رُؤْيَة وَرِوَايَة وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(إِذا أرت أَن تغزو) أَي تسير لقِتَال الْكفَّار (فاشتر فرسا أغرّ) يَعْنِي حصل فرسا أَبيض تغزو عَلَيْهِ بشرَاء أم بِغَيْرِهِ والأغر الْأَبْيَض من كل شَيْء (محجلا) هُوَ الَّذِي قوائمه بيض يبلغ بياضها ثلث الوظيف أَو نصفه أَو ثُلثَيْهِ وَلَا يُجَاوز الرُّكْبَتَيْنِ (مُطلق الْيَد الْيُمْنَى) هِيَ الخالية من الْبيَاض مَعَ وجوده فِي بَقِيَّة القوائم (فَإنَّك) إِذا فعلت ذَلِك (تسلم) من العدّو (وتغنم) أَمْوَالهم وتخصيصه لذَلِك الْفرس ظَاهر لأنّ المتصف بذلك أجمل الْخَيل وأحسنها زيا وشكلا وَالْحسن من كل شَيْء يتفاءل بِهِ (طب ك هق عَن عقبَة) بِالْقَافِ (ابْن عَامر) الْجُهَنِيّ أَمِير شرِيف شَاعِر جواد قَالَ الْحَاكِم صَحِيح
(إِذا أردْت أمرا) أَي فعله (فَعَلَيْك بالتؤدة) أَي الزم التأني والرزانة والتثبت وتجنب العجلة (حَتَّى) أَي إِلَى أَن (يُرِيك الله مِنْهُ الْمخْرج) بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء المخلص يَعْنِي إِذا أردْت فعل شَيْء فأشكل أَو شقّ فَتثبت وَلَا تعجل حَتَّى يهديك الله إِلَى الْخَلَاص مِنْهُ فإنّ العجلة من الشَّيْطَان كَمَا يَأْتِي فِي خبر (خد هَب) وَكَذَلِكَ الطَّيَالِسِيّ (عَن رجل من بلىّ) بموحدة تحتية مَفْتُوحَة كرضى قَبيلَة مَشْهُورَة وَإِسْنَاده حسن
(إِذا أرت أَن يحبك الله فابغض الدُّنْيَا) الَّتِي مُنْذُ خلقهَا لم ينظر إِلَيْهَا بغضا فِيهَا وَالْمرَاد اكره بقلبك مَا نهيت عَنهُ مِنْهَا وَاقْتصر مِنْهَا على مَا لَا بدّ مِنْهُ (وَإِذا أردْت أَن يحبك النَّاس فَمَا كَانَ عنْدك من فضولها) بِضَم الْفَاء أَي بقاياها (فانبذه) أَي ألقه من يدك (إِلَيْهِم) فَإِنَّهُم كالذئاب لَا ينازعونك ويعادونك إِلَّا عَلَيْهَا وَإِنَّمَا جعل الْمَأْمُور نبذ الفضول إِشَارَة إِلَى أَنه يقدّم نَفسه وَعِيَاله وَكفى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَن يضيع من يعول (خطّ عَن ربعي) بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْمُوَحدَة (ابْن حِرَاش) بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وشين مُعْجمَة مُخَفّفَة الْعَبْسِي (مُرْسلا) فَإِنَّهُ تَابِعِيّ وَقيل لَهُ إِدْرَاك
(إِذا أرت أَن تذكر عُيُوب غَيْرك) أَي أَن تَتَكَلَّم بهَا (فاذكر) أَي استحضر فِي ذهنك (عُيُوب نَفسك) فَعَسَى أَن يكون ذَلِك مَانِعا لَك من الوقيعة فِي الْغَيْر وَلَيْسَ المُرَاد إِبَاحَة ذكر عُيُوب النَّاس بل أَن يتفكر فِي عُيُوب نَفسه ويفتش عَنْهَا غير نَاظر بِعَين الرِّضَا عَنْهَا وليحذر من ذكر عيب الْغَيْر وَلَو صدقا فَإِنَّهُ يعود عَلَيْهِ بالذم كَمَا قيل

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست