responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 54
وَلَا تؤاخذوهم بهَا (إِلَّا فِي حدّ من حُدُود الله تَعَالَى) فَإِنَّهُ لَا يجوزا قالتهم فِيهِ إِذا بلغ الإِمَام (عد) فِي جُزْء لَهُ من حَدِيث أهل مصر والجزيرة عَن ابْن عَبَّاس) مَرْفُوعا (وروى صَدره) فَقَط وَهُوَ ادرؤا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ (أَبُو مُسلم الْكَجِّي) بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد الْجِيم نِسْبَة إِلَى الكج وَهُوَ الجص لقب بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَبْنِي بِهِ كثيرا (وَابْن السَّمْعَانِيّ فِي الذيل) كلهم (عَن عمر بن عبد الْعَزِيز) الْأمَوِي (مُرْسلا) وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ الإِمَام الْعَادِل (ومسدّد فِي مُسْنده عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا) وَضَعفه الذَّهَبِيّ لكنه تقوّى
(ادرؤا الْحُدُود و) لَكِن (لَا يَنْبَغِي للْإِمَام) الْأَعْظَم ونوّابه (تَعْطِيل الْحُدُود (أَي ترك إِقَامَتهَا بعد ثُبُوتهَا فَالْمُرَاد لَا تتفحصوا عَنْهَا إِذا لم تثبت عنْدكُمْ وَبعد الثُّبُوت فَإِن كَانَ ثمَّ شُبْهَة فادرؤا بهَا وَإِلَّا فأقيموها وجوبا (قطّ هق عَن عليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ
(ادعوا الله) أَي اسألوه من فَضله (وَأَنْتُم موقنون) متحققون جازمون (بالإجابة) حَال الدُّعَاء بِأَن تَكُونُوا على حَال تستحقون فِيهَا الْإِجَابَة بخلوص النِّيَّة وَحُضُور الْجنان وَفعل الطَّاعَات بالأركان وقوّة الرَّجَاء فِي الرَّحْمَن وَقيل معنى موقنون بالإجابة أَي مَعكُمْ نور الْيَقِين حَتَّى ينجاب لكم الْحجاب وينفلق وتنفذ الدعْوَة إِلَى رَبهَا (وَاعْلَمُوا أنّ الله لَا يستجيب دُعَاء من قلب غافل لاه) أَي لَا يعبأ بسؤال سَائل مشغوف الْقلب بِمَا أهمه من دُنْيَاهُ قَالَ الإِمَام الرَّازِيّ اجْمَعُوا على أنّ الدُّعَاء مَعَ غَفلَة الْقلب لَا أثر لَهُ (فَائِدَة) روى البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن أنس خرجت مَعَ الْمُصْطَفى إِلَى الْمَسْجِد فِيهِ قوم رافعوا أَيْديهم يدعونَ فَقَالَ أَتَرَى مَا بِأَيْدِيهِم قلت مَا بِأَيْدِيهِم قَالَ نور قلت ادْع الله أَن يرينيه فَدَعَا ربه فأرانيه (ت) فِي الدَّعْوَات وَاسْتقر بِهِ (ك) فِي الدُّعَاء (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك مُسْتَقِيم الْإِسْنَاد ونوزع بل منع
(ادفعوا الْحُدُود عَن عباد الله مَا وجدْتُم لَهُ) أَي للحدّ الَّذِي هُوَ وَاحِد الْحُدُود يَعْنِي لَا تقيموها مدّة دوَام وجدانكم لَهَا (مدفعا) تَأْوِيلا يَدْفَعهَا لِأَنَّهُ تَعَالَى كريم يحب الْعَفو والستر أنّ الَّذين يحبونَ أَن تشيع الْفَاحِشَة فِي الَّذين آمنُوا لَهُم عَذَاب أَلِيم (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا
(ادفنوا) أَيهَا الْمُسلمُونَ (مَوْتَاكُم) الْمُسلمين (وسط) بِفَتْح السِّين وسكونها (قوم صالحين) جمع صَالح وَهُوَ الْقَائِم بِحُقُوق الْحق والخلق وَالْمرَاد الدّفن بِقرب صَالح وَلَو وَاحِدًا (فَإِن الْمَيِّت يتَأَذَّى) أَي يتَضَرَّر فِي قَبره (بجار السوء) بِالْفَتْح وَالْإِضَافَة أَي بجوار جَار السوء وَيخْتَلف مَرَاتِب الضَّرَر باخْتلَاف أَحْوَال المتضرر مِنْهُ (كَمَا يتَأَذَّى الحيّ بجار السوء) أَي مثل تأذيه بِهِ فِي حَال الْحَيَاة وَالْقَصْد الْحَث على الدّفن فِي مَقَابِر الصلحاء وعَلى الْعَمَل الصَّالح والبعد عَن أهل الشَّرّ فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَوْت (حل) وَكَذَا الخليلي (عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ضعف
(ادفنوا الْقَتْلَى) أَي قَتْلَى أحد (فِي مصَارِعهمْ) أَي فِي الْأَمَاكِن الَّتِي قتلوا فِيهَا قَالَه لما أَرَادوا نقلهم ليدفنوهم بِالبَقِيعِ مَقْبرَة الْمَدِينَة فنهاهم قَالَ أَبُو بزيزة وَالصَّحِيح أَن ذَا كَانَ قبل دفنهم وَحِينَئِذٍ فَالْأَمْر للنَّدْب (4 عَن جَابر) بن عبد الله قَالَ ت حسن صَحِيح
(أدمان) بِضَم فَسُكُون تَثْنِيَة أَدَم أَي لبن وَعسل (فِي إِنَاء) وَاحِد (لَا آكله وَلَا أحرمهُ) بل أتركه زهدا وورعا أَي لِأَنَّهُ كَانَ يكره التَّلَذُّذ بنعيم الدِّينَا وَيُحب التقلل مِنْهُ وَهَذَا شَأْن أكَابِر المقرّبين وَهُوَ عظيمهم روى الْحَكِيم الترمذيّ الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا على ثَلَاثَة أَجزَاء الَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرَسُوله ثمَّ لم يرتابوا وَالَّذِي يأمنه النَّاس على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَالَّذِي إِذا أشرف على طمع تَركه لله فالأوّل

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست