responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 53
تكن من أعبدهم مِمَّن لم يَفْعَلهَا كَذَلِك (واجتنب مَا حرم الله عَلَيْك) أَي لَا تقربه فضلا عَن أَن تَفْعَلهُ (تكن من أورع النَّاس) أَي من أعظمهم كفا عَن الْمُحرمَات واجتنب الشُّبُهَات (وَارْضَ) أَي اقنع (بِمَا قسمه الله) قدّره (لَك) وَجعله نصيبك من الدُّنْيَا (تكن من أغْنى النَّاس) فَإِن من قنع بِمَا قسم لَهُ كَانَ كَذَلِك والقناعة كنز لَا ينْفد وَلَا يفنى (عد عَن ابْن مَسْعُود) وَرَوَاهُ عَنهُ الْبَيْهَقِيّ وَإِسْنَاده ضَعِيف
(أدّبني رَبِّي) أَي عَلمنِي رياضة النَّفس ومحاسن الْأَخْلَاق (فَأحْسن تأديبي) بإفضاله عليّ بِجَمِيعِ الْعُلُوم الكسبية والوهبية بِمَا لم يَقع نَظِيره لأحد من الْبشر قَالَ السهروردي وَالنَّاس فِي الْأَدَب على طَبَقَات أهل الدُّنْيَا وَأهل الدّين وَأهل الْخُصُوص فأدب أهل الدُّنْيَا الفصاحة والبلاغة وَتَحْصِيل الْعُلُوم وأخبار الْمُلُوك وأشعار الْعَرَب وأدب أهل الدّين مَعَ الْعلم رياضة النَّفس وتأديب الْجَوَارِح وتهذيب الطباع وَحفظ الْحُدُود وَترك الشَّهَوَات وتجنب الشُّبُهَات وأدب أهل الْخُصُوص حفظ الْقُلُوب ورعاية الْأَسْرَار واستواء السِّرّ وَالْعَلَانِيَة (ابْن السَّمْعَانِيّ فِي أدب الْإِمْلَاء عَن ابْن مَسْعُود) وَكَذَا العسكري فِي الْأَمْثَال
(أدّبوا أَوْلَادكُم) علموهم لينشؤا ويستمروا (على) فعل (ثَلَاث خِصَال) وَهِي (حبّ نَبِيكُم) الْمحبَّة الإيمانية لَا الطبيعية لِأَنَّهَا غير اختيارية ومحبته تبْعَث على امْتِثَال مَا جَاءَ بِهِ (وحبّ أهل بَيته) عليّ وَفَاطِمَة وابنيهما كَمَا مر (وَقِرَاءَة الْقُرْآن) أَي حفظه ومدارسته (فَإِن حَملَة الْقُرْآن) أَي حفظته عَن ظهر قلب (فِي ظلّ الله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله) وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة (مَعَ أنبيائه وأصفيائه) الَّذين اخْتَارَهُمْ من خلقه وارتضاهم لجواره وقربه (تَنْبِيه) إِنَّمَا كَانَ التَّأْدِيب مَأْمُورا بِهِ لِأَن النَّفس مجبولة على سوء الْأَدَب وَالْعَبْد مَأْمُور بملازمة الْأَدَب وَالنَّفس تجول بطبعها فِي ميدان الْمُخَالفَة فَيتَعَيَّن ردّها بتهذيبها (أَبُو نصر عبد الْكَرِيم الشِّيرَازِيّ فِي فَوَائده فروا بن النجار) فِي تَارِيخه (عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(أَدخل الله) بِصِيغَة الْمَاضِي دُعَاء وَقد يَجْعَل خَبرا ولتحقق حُصُوله نزل منزلَة الْوَاقِع نَحْو أَتَى أَمر الله (الْجنَّة) دَار الثَّوَاب (رجلا) يَعْنِي إنْسَانا وَذكر الرجل غالبى على قِيَاس مَا مر (كَانَ سهلا) أَي لينًا منقادا حَالَة كَونه (مُشْتَريا وبائعا وقاضيا) أَي مؤدّبا لغريمه مَا عَلَيْهِ (ومقتضيا) طَالبا مَاله ليأخذه فَلَا يعسر عَلَيْهِ وَلَا يضايقه فِي اسْتِيفَائه وَلَا يرهقه لبيع مَتَاعه بالبخس (حم ن هـ هَب عَن عُثْمَان) بن عَفَّان
(ادرؤا) ادفعوا (الْحُدُود) جمع حد وَهُوَ عُقُوبَة مقدّرة على ذَنْب (عَن الْمُسلمين) والملتزمين للْأَحْكَام فالتقييد غالبى (مَا اسْتَطَعْتُم) أَي مدّة استطاعتكم ذَلِك بِأَن وجدْتُم إِلَى التّرْك سَبِيلا شَرْعِيًّا (فَإِن وجدْتُم للْمُسلمِ مخرجا فَخلوا سَبيله) أَي اتركوه وَلَا تحدوه وَإِن قويت الرِّيبَة وَغلب ظنّ صدق مَا رمى بِهِ كوجوده مَعَ أَجْنَبِيَّة بفراش (فَإِن الإِمَام) يَعْنِي الْحَاكِم (لِأَن يُخطئ) أَي لخطؤه (فِي الْعَفو خير من أَن يُخطئ فِي الْعقُوبَة) أَي خَطؤُهُ فِي الْعَفو أولى من خطئه فِي الْعقُوبَة وَالْخطاب للأئمة ونوّابهم وَفِيه أَن الْحَد يسْقط بِالشُّبْهَةِ سَوَاء كَانَت فِي الْفَاعِل كمن وطئ امْرَأَة ظَنّهَا حليلته أَو فِي الْمحل بِأَن يكون للواطئ فِيهَا ملك أَو شُبْهَة أَو فِي الطَّرِيق بِأَن يكون حَلَالا عِنْد قوم حَرَامًا عِنْد آخَرين ككل نِكَاح مُخْتَلف فِيهِ (ش ت ك) فِي الْحُدُود (هق) كلهم (عَن عَائِشَة) مَرْفُوعا وموقوفا قَالَ ك صَحِيح ورد لَكِن الشواهد كَثِيرَة
(ادرؤا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ) جمع شُبْهَة (وأقيلوا الْكِرَام عثراتهم) أَي زلاتهم بِأَن لَا تعاقبوهم عَلَيْهَا

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست