responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 49
والليف والجذع والخوص إِلَى غير ذَلِك قَالُوا يَا رَسُول الله حدّثنا مَا (هِيَ) قَالَ (النَّخْلَة) وَكَانَ الْقيَاس أَن يشبه الْمُسلم بالنخلة لكَون وَجه الشّبَه فِيهَا أظهر لَكِن قلب التَّشْبِيه ليفيدان الْمُسلم أتم نفعا مِنْهَا وَأكْثر (خَ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أخبر) أَمر بِمَعْنى الْخَبَر (تقله) بِفَتْح فَسُكُون فضم أَو كسر من القلى البغض يَعْنِي وجدت النَّاس مقولا فيهم هَذَا القَوْل مَا مِنْهُم أحد إِلَّا وَهُوَ مسخوط الْفِعْل عِنْد الْخِبْرَة فَإِذا أخْبرته أبغضته وَلذَلِك قيل
(لَا تحمدنّ امْرأ يرضيك ظَاهره ... وَأخْبر مودته فِي العتب وَالْغَضَب)
وَللَّه در أبي الْعَلَاء المعريّ حَيْثُ يَقُول
(جربت دهري وأهليه فَمَا تركت ... لي التجارب فِي ودّ امْرِئ غَرضا)
(ع طب عد حل عَن أبي الدَّرْدَاء)
(اختتن إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل أَي قطع قلفة ذكر نَفسه (وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة) وَفِي رِوَايَة عشْرين وَمِائَة وَجمع بِأَن المُرَاد هُنَا ثَمَانِينَ مَضَت من عمره واختتن لمِائَة وَعشْرين بقيت من عمره فَإِنَّهُ عَاشَ مِائَتي سنة وَاعْترض (بالقدوم) مخففا فَالْمُرَاد آلَة النجار وَقيل مشددا فَالْمُرَاد اسْم مَحل بِالشَّام أَو الْحجاز وَالأَصَح الأوّل (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(اختضبوا) ندبا أَي غيروا لون شعركم (بِالْحِنَّاءِ) بِكَسْر الْمُهْملَة وَشد النُّون نبت مَعْرُوف (فَإِنَّهُ طيب الرّيح) أَي ذكي الرَّائِحَة عطرها (يسكن الروع) بِفَتْح الرَّاء الْفَزع لخاصة فِيهِ علمهَا الشَّارِع وَمَا ينْطق عَن الْهوى (ع ك فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن أنس) بن مَالك
(اختضبوا بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ يزِيد فِي شبابكم وجمالكم ونكاحكم) لِأَنَّهُ يشدّ الأعضا وَفِيه قبض وترطيب ولونه نَارِي مَحْبُوب وَالْمرَاد خضب شعر اللِّحْيَة كَمَا تقرر أمّا خضب الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فمشروع للْأُنْثَى حرَام على الذّكر على الْأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة (الْبَزَّار) أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق (وَأَبُو نعيم) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أنس) وَضَعفه (أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة) أَي فِي كتاب معرفَة الصَّحَابَة (عَن دِرْهَم) بن زِيَاد بن دِرْهَم عَن أَبِيه عَن جده
(اختضبوا وافرقوا) بِضَم الرَّاء وَالْقَاف أَي اجعلوا شعر رؤسكم فرْقَتَيْن عَن يَمِين وشمال (وخالفوا الْيَهُود) فَإِنَّهُم وَإِن خضبوا لَا يفرقون بل يسدلون وللخضاب فَوَائِد كَثِيرَة مِنْهَا تنظيف الشّعْر مِمَّا يتَعَلَّق بِهِ من نَحْو غُبَار ودخان وَمِنْهَا استبشار الْمَلَائِكَة بِهِ وَغير ذَلِك لَكِن هَذَا فِي الخضاب بِغَيْر سَواد أمّا بِهِ فَإِنَّهُ حرَام عِنْد الشَّافِعِيَّة مَكْرُوه عَن الْمَالِكِيَّة لقَوْله فِي حَدِيث مُسلم وَاجْتَنبُوا السوَاد (عد عَن ابْن عمر) بن الْخطاب بِإِسْنَاد ضَعِيف
(اخْتِلَاف أمتِي) أَي مجتهدي أمتِي فِي الْفُرُوع الَّتِي يسوغ الِاجْتِهَاد فِيهَا (رَحْمَة) أَي توسعة يَجْعَل الْمذَاهب كشرائع مُتعَدِّدَة بعث النبيّ بكلها توسيعا فِي شَرِيعَته السمحة السهلة (نصر الْمَقْدِسِي فِي) كتاب (الْحجَّة والبيهقيّ فِي الرسَالَة الأشعرية) مُعَلّقا (بِغَيْر سَنَد) لكنه لم يجْزم بِهِ بل قَالَ روى (وَأوردهُ الْحَلِيمِيّ) الْحُسَيْن بن الْحسن الإِمَام أَبُو عبد الله (وَالْقَاضِي حُسَيْن) أحد رفعاء الشَّافِعِيَّة وعظمائهم (وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ) الْفَحْل ابْن الْفَحْل أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ (وَغَيرهم) كالديلمي والسبكي (وَلَعَلَّه خرّج فِي بعض كتب الْحفاظ الَّتِي لم تصل إِلَيْنَا) وَالْأَمر كَذَلِك فقد أسْندهُ البيهقيّ فِي الْمدْخل وَكَذَا الديلمي فِي الفردوس من حَدِيث ابْن عَبَّاس لَكِن بِلَفْظ اخْتِلَاف أَصْحَابِي رَحْمَة
(أَخذ الْأَمِير) أَي الإِمَام ونوّابه (الْهَدِيَّة) كغنيمة (سحت) أَي حرَام

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست