responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 454
يسوقون دوابهم إِلَى الْمَدِينَة (فيتحملون) من الْمَدِينَة إِلَى الْيمن (بأهليهم) أَي زوجاتهم وَأَبْنَائِهِمْ (وَمن أطاعهم) من النَّاس راحلين إِلَى الْيمن وَالْمرَاد أَن قوما مِمَّن شهدُوا فتحهَا إِذا شاهدوا سَعَة عيشها هَاجرُوا إِلَيْهَا ودعوا إِلَى ذَلِك غَيرهم (وَالْمَدينَة خير لَهُم) من الْيمن لكَونهَا حرم الرَّسُول ومهبط الْوَحْي (لَو كَانُوا يعلمُونَ) بفضلها وَمَا فِي الاقامة فِيهَا من الْفَوَائِد الدِّينِيَّة وَجَوَاب لَو مَحْذُوف أَي لَو كَانُوا من الْعلمَاء لعلموا ذَلِك فَإِن جعلت لِلتَّمَنِّي فَلَا جَوَاب (وتفتح الشَّام) سمى بِهِ لِأَنَّهُ عَن شمال الْكَعْبَة (فَيَأْتِي قوم يبسون) بضبط مَا قبله (فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم) من النَّاس راحلين إِلَى الشأم (وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعْملُونَ وتفتح الْعرَاق فَيَأْتِي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعْملُونَ) وَهَذِه معْجزَة ظَاهِرَة لوُقُوع ذَلِك كَمَا أخبر (مَالك ق عَن سُفْيَان) بِتَثْلِيث السِّين (ابْن أبي زُهَيْر) بِالتَّصْغِيرِ الشينائي النمري
(تفرغوا) أَي فرغوا قُلُوبكُمْ (من هموم الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُم) لِأَن تَفْرِيغ الْمحل شَرط لقبُول غيث الرَّحْمَة وَمَا لم يتفرغ الْمحل لم يُصَادف الْغَيْث محلا ينزله وَأَشَارَ بقوله مَا اسْتَطَعْتُم إِلَى أَن ذَلِك لَا يُمكن بِالْكُلِّيَّةِ إِلَّا لِذَوي النُّفُوس القدسية (فَإِنَّهُ من كَانَت الدُّنْيَا أكبر همه) أَي أعظم شَيْء يهتم بِهِ (أفشى الله تَعَالَى (ضيعته) أَي أَكثر عَلَيْهِ معاشه ليشغله عَن الْآخِرَة (وَجعل فقره بَين عَيْنَيْهِ) فَلَا يزَال منهمكا على الْجمع وَالْمَنْع (وَمن كَانَت الْآخِرَة أكبر همه جمع الله تَعَالَى لَهُ أمره وَجعل غناهُ فِي قلبه وَمَا أقبل عبد بِقَلْبِه إِلَى الله تَعَالَى إِلَّا جعل الله قُلُوب الْمُؤمنِينَ تفد) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَكسر الْفَاء أَي تسرع (إِلَيْهِ بالود وَالرَّحْمَة) ويسخر لَهُ النَّاس وَيفِيض عَلَيْهِ الْخَيْر بِغَيْر حِسَاب وَلَا قِيَاس ثمَّ أكد ذَلِك بغاية المنى فَقَالَ (وَكَانَ الله تَعَالَى بِكُل خير إِلَيْهِ أسْرع) أَي إِلَى حبه وكفايته ومعونته من جَمِيع عباده ليعرف بركَة فرَاغ قلبه وَمن الْخَيْر الَّذِي يسْرع الله بِهِ إِلَيْهِ مَا قَالَ الْمُصْطَفى من جعل الهموم هما وَاحِدًا كَفاهُ الله هموم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَالْعَبْد إِذا صَحَّ مَعَ الله وأفنى هَوَاهُ طَالبا رِضَاهُ رفع عَن بَاطِنه هموم الدُّنْيَا وَجعل الْغنى فِي قلبه وَفتح عَلَيْهِ بَاب الرِّفْق وكل الهموم المتسلطة على بَعضهم لكَون قُلُوبهم لم تستكمل الشّغل بِاللَّه والاهتمام بحقائق الْعُبُودِيَّة فعلى قدر
مَا خلت من هم الله ابْتليت بهم الدُّنْيَا وَلَو امتلات من هم الله لم تعذب بهموم الدُّنْيَا ووقفت (طب) عَن أَبى الدَّرْدَاء) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(تفقدو نعلكم عِنْد أَبْوَاب الْمَسَاجِد أَي إِذْ أردتم دُخُولهَا فَإِن كَانَ علق بهَا قدر فأميطوه لِئَلَّا يَتَنَجَّس الْمَسْجِد أَو يتقذر وتقذيره وَلَو بطاهر حرَام) (حل عَن ابْن عمر) وَهَذَا حَدِيث مُنكر
(تفكرون فِي كل شَيْء) اسْتِدْلَالا واعتبارا (وَلَا تَفَكَّرُوا فِي ذَات الله فَإِن بَين السَّمَاء السَّابِعَة إِلَى كرسيه سَبْعَة آلَاف نور وَهُوَ فَوق ذَلِك) أَي مستول عَلَيْهِ (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْفَهَانِي (فِي) كتاب (العظمة عَن ابْن عَبَّاس
تَفَكَّرُوا فِي خلق الله) تَعَالَى أَي مخلوقاته الَّتِي يعرف الْعباد أَصْلهَا جملَة لَا تَفْصِيلًا كالسماء بكواكبها وحركتها وَالْأَرْض بِمَا فِيهَا من جبالها وأنهارها وحيوانها ونباتها ومعدنها فَلَا تتحرك ذرة إِلَّا وَللَّه فِيهَا حِكْمَة دَالَّة على عَظمته (وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الله فَتَهْلكُوا أَبُو الشَّيْخ عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(تَفَكَّرُوا فِي الْخلق) ي تَأمل فِي الْمَخْلُوقَات ودروان هَذَا الْفلك ومجاري هَذِه الْأَنْهَار فَمن تحقق ذَلِك علم أَن لَهُ صانع لَا يعزب عَنهُ مِثْقَال ذرة (وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الْخَالِق فَإِنَّكُم لَا تقدرون قدره) إِي لَا تعرفونه حق مَعْرفَته قَالَ رجل لعَلي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَيْن الله فَقَالَ أَيْن

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست