responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 44
(عَن أبي هُرَيْرَة) الدوسي
(احْذَرُوا فراسة الْمُؤمن) الْكَامِل الْإِيمَان (فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله) الَّذِي شرح بِهِ صَدره (وينطق بِتَوْفِيق الله) إِذْ النُّور إِذا دخل الْقلب استنار وَانْفَسَحَ وأفاض على اللِّسَان (ابْن جرير) الطَّبَرِيّ (عَن ثَوْبَان) السروي مولى الْمُصْطَفى
(احْذَرُوا) (زلَّة الْعَالم) كلبسه الابريسم ومركبه مراكب الْأَعَاجِم وتردده للسُّلْطَان وَغير ذَلِك (فَإِن زلته تكبكبه فِي النَّار) أَي تقلبه على رَأسه وترديه لوجهه فِيهَا لما يَتَرَتَّب على زلته من الْمَفَاسِد الَّتِي لَا تحصى لاقتداء الْخلق بِهِ فالعالم أَحَق الْخلق بالتقوى وتوقى الشَّهَوَات والشبهات والزهد فَإِنَّهُ لنَفسِهِ وَلغيره ففساده فَسَاد متعدّ وصلاحه صَلَاح متعدّ (فر عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ضعف
(احْذَرُوا الدُّنْيَا) أَي تيقظوا واستعملوا الحزم فِي التَّحَرُّز عَن دَار الْغرُور (فَإِنَّهَا أَسحر من هاروت وماروت) لِأَنَّهَا تكْتم فتنتها وهما يَقُولَانِ إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر كَمَا مرّ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (ذمّ الدُّنْيَا هَب) كِلَاهُمَا (عَن أبي الدَّرْدَاء) وَفِي الْبَاب غَيره أَيْضا
(احْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا خضرَة) بِفَتْح فَكسر للْمُبَالَغَة أَي حَسَنَة المنظر (حلوة) أَي حلوة المذاق صعبة الْفِرَاق (حم فِي) كتاب (الزّهْد) لَهُ (عَن مُصعب بن سعد مُرْسلا) هُوَ ابْن أبي وَقاص أَبُو زُرَارَة الْمدنِي ثِقَة
(احْذَرُوا الشَّهْوَة الْخفية) قَالُوا وَمَا هِيَ يَا رَسُول الله قَالَ (الْعَالم يحبّ أَن يجلس إِلَيْهِ) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي يجلس النَّاس إِلَيْهِ للأخذ عَنهُ والتعلم مِنْهُ فَإِن ذَلِك يبطل عمله لتفويته للإخلاص فالعالم الصَّادِق لَا يتَعَرَّض لاستجلاب النَّاس إِلَيْهِ بلطف الرِّفْق وَحسن القَوْل محبَّة للاستتباع فإنّ ذَلِك من غوائل النَّفس الأمارة فليحذر ذَلِك فَإِنَّهُ ابتلاء من الله واختبار والنفوس جبلت على محبَّة قبُول الْخلق والشهرة وَفِي الخمول سَلامَة فَإِذا بلغ الْكتاب أَجله وخلعت عَلَيْهِ خلعة الْإِرْشَاد أقبل النَّاس إِلَيْهِ قهرا عَلَيْهِ (فر عَن أبي هُرَيْرَة)
(احْذَرُوا الشهرتين) تَثْنِيَة شهرة وَهِي ظُهُور الشَّيْء فِي شنعة وَالْمرَاد هُنَا اشتهار الْإِنْسَان بِلبْس (الصُّوف) بِضَم أوّله (والخز) أَي الْحَرِير يَعْنِي احْذَرُوا لبس مَا يُؤَدِّي إِلَى الشُّهْرَة فِي طرفِي التخشن والتحسن (أَبُو عبد الرَّحْمَن) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن (السّلمِيّ) الصوفيّ (فِي) كِتَابه (سنَن الصُّوفِيَّة) قَالَ الْخَطِيب كَانَ وضاعا (فر) من طَرِيق السّلمِيّ هَذَا (عَن عَائِشَة) أم الْمُؤمنِينَ
(احْذَرُوا صفر الْوُجُوه) أَي الأناس المصفرة وُجُوههم (فَإِنَّهُ) أَي مَا بهم من الصُّفْرَة (إِن لم يكن) ناشئا (من عِلّة) بِالْكَسْرِ أَي مرض (أَو سهر) أَي عدم نوم لَيْلًا (فَإِنَّهُ) يكون ناشئا (من غل) بِالْكَسْرِ غش وحقد (فِي قُلُوبهم للْمُسلمين) إِذا مَا أخفت الصُّدُور ظهر على صفحات الْوُجُوه وَلذَلِك قَالَ كشاجم
(ويأبى الَّذِي فِي الْقلب إِلَّا تَبينا ... وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ يرشح)
(فر عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه ضعف
(احْذَرُوا الْبَغي) احترزوا من فعله (فَإِنَّهُ لَيْسَ من عُقُوبَة هِيَ أحضر) أَي أسْرع وقوعا (من عُقُوبَة الْبَغي) فَإِنَّهُ يعجل جَزَاؤُهُ فِي الدُّنْيَا سَرِيعا وَالْبَغي الْجِنَايَة على الْغَيْر وبغى عَلَيْهِ قهره (عَدو ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(احرثوا) ازرعوا من حرث الأَرْض أثارها للزِّرَاعَة وبذرها (فَإِن الْحَرْث) يَعْنِي تهيئة الأَرْض للزِّرَاعَة وإلقاء الْبذر فِيهَا (مبارك) نَافِع لِلْخلقِ فَإِن كل عَافِيَة تَأْكُل مِنْهُ وَصَاحبه مأجور عَلَيْهِ مبارك لَهُ فِيمَا يصير إِلَيْهِ (واكثروا فِيهِ من الجماجم)

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست