responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 124
(يُقيم الرجل بهَا) أَي بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِير (دينه ودنياه) أَي فَيكون بِالْمَالِ قوامهما فَمن أحب المَال لحب الدّين فَهُوَ من المصيبين وَاعْلَم أَنه تَعَالَى خلق الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير لتَكون حاكمة فِي الْأَحْوَال كلهَا ولولاهما لتعذرت الْمُعَامَلَات إِذْ لَا يدْرِي كَيفَ تشتري الثِّيَاب بالزعفران وَالدَّوَاب بِالطَّعَامِ إِذْ لَا مُنَاسبَة بَينهمَا وَإِنَّمَا يشتر كَانَ فِي روح الْمَالِيَّة ومعياره مِقْدَارًا رواحهما هُوَ النقدان فَمن كنزهما كَانَ كمن حبس حَاكما حَتَّى تعطلت الْأَحْكَام وَمن اتخذ مِنْهُمَا كَانَ كمن اسْتعْمل حَاكما فِي نَحْو حياكة أَو فلاحة حَتَّى يتعطل الحكم وَذَلِكَ أشدّ من الْحَبْس وكل ذَلِك ظلم وتغيير لحكمة الله فِي خلقه وَإِنَّمَا حِكْمَة وضع الدِّينَار وَالدِّرْهَم التَّوَصُّل بهما إِلَى الْأُمُور المحمودة شرعا كَمَا أَشَارَ لذَلِك الْمُصْطَفى بقوله يُقيم الرجل إِلَى آخِره (طب عَن الْمِقْدَام) بن معد يكرب
(إِذا كَانَ اثْنَان يتناجيان) أَي يتحدّثان سرا (فَلَا تدخل) أَنْت ندبا (بَينهمَا) بالْكلَام وَزَاد فِي رِوَايَة أَحْمد إِلَّا بإذنهما أَي فَإِنَّهُ يؤذيهما (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَله شَوَاهِد كَثِيرَة
(إِذا كَانَ أحدكُم فَقِيرا) أَي لَا مَال لَهُ وَلَا كسب يَقع موقعا من كِفَايَته (فليبدأ بِنَفسِهِ) أَي فليقدّم نَفسه بِالْإِنْفَاقِ عَلَيْهَا مِمَّا آتَاهُ الله (فَإِن كَانَ فضل) بِسُكُون الضَّاد أَي فَإِن فضل بعد كِفَايَة مُؤنَة نَفسه فضلَة (فعلى عِيَاله) أَي الَّذين يعولهم وَتلْزَمهُ نَفَقَتهم (فَإِن كَانَ فضل فعلى ذِي قرَابَته فَإِن كَانَ فضل فههنا وَهَهُنَا) أَي فَيردهُ على من عَن يَمِينه ويساره وأمامه وَخَلفه من الْفُقَرَاء يقدّم الأحوج فالأحوج (حم م د ن عَن جَابر) بن عبد الله
(إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يبصق) أَي لَا يسْقط البصاق (قبل وَجهه) بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء أَي جِهَته بل عَن يسَاره أَو تَحت قدمه لَا عَن يَمِينه للنَّهْي عَنهُ أَيْضا ثمَّ علل ذَلِك بقوله (فإنّ الله قبل وَجهه) أَي فَإِن قبْلَة الله أَو عَظمته أَو ثَوَابه مُقَابل وَجهه (إِذا صلى) فَلَا يُقَابل هَذِه الْجِهَة بالبصاق (مَالك) فِي الْمُوَطَّأ (ق ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة) خصّه لكَونه يَوْم ظُهُور سودده (كنت إِمَام النَّبِيين) بِكَسْر الْهمزَة أَي يقتدون بِهِ (وخطيبهم وَصَاحب شفاعتهم) الْعَامَّة (غير فَخر) أَي لَا أقوله تفاخرا وتعاظما بل تحدثا بِالنعْمَةِ (حم ت هـ ك عَن أبيّ) بن كَعْب وَهُوَ صَحِيح
(إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نُودي) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أَمر الله مناديا يُنَادي (أَيْن أَبنَاء السِّتين وَهُوَ الْعُمر الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى أولم نُعَمِّركُمْ مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر) وَجَاءَكُم النذير أَي الشيب أَو الْمَرَض أَو الْهَرم وبلوغ السِّتين يصلح كَونه نذيرا للْمَوْت وَقد أحسن الله إِلَى عبد بلغه سِتِّينَ ليتوب فَإِذا لم يقبل على ربه حِينَئِذٍ فَلَا عذر لَهُ وَقيل لبزرجمهر أَي شَيْء أشدّ قَالَ دنوّ أجل وَسُوء عمل (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (طب هَب عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه الذَّهَبِيّ
(إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد) بِأَمْر الله تَعَالَى (لَا يرفعن أحد من هَذِه الْأمة) المحمدية (كِتَابه) أَي كتاب حَسَنَاته (قبل أبي بكر) الصدّيق (وَعمر) الْفَارُوق تشهيرا لَهما بالفخامة فِي ذَلِك الْموقف الحافل (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) الزُّهْرِيّ أحد الْعشْرَة وَهُوَ ضَعِيف كَمَا فِي الْكَبِير
(إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة دَعَا الله تَعَالَى بِعَبْد من عبيده) جَائِز أَن يُرَاد بِهِ وَاحِد وَأَن يُرَاد بِهِ المتعدّد (فيقف بَين يَدَيْهِ فيسأله عَن جاهه) هَل قَامَ بِحقِّهِ ببذله لمستحقه والجاه بعلوّ الْقدر والمنزلة (كَمَا يسْأَله عَن مَاله) من أَيْن اكْتَسبهُ وفيم أنفقهُ وَبَين بِهِ أَنه كَمَا يجب على العَبْد رِعَايَة حق الله فِي مَاله بِالْإِنْفَاقِ فَعَلَيهِ

اسم الکتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست