اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد الجزء : 1 صفحة : 126
وأضيف أن المقام هنا هو الذي أملى ذلك الفهم، وأعان عليه التقييد بالوقتين المذكورين (العشي والإشراق) واختصاص تسبيحهن بكونه معه عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فـ (مع) في النظم الكريم متعلقة بالتسخير، وإيثارها على اللام للدلالة على أن تسخير الجبال له- عليه السلام - لم يكن بطريق التصرف الكلي فيها كتسخير الريح وغيرها لسليمان، بل بطريق التبعية له والاقتداء به في عبادة الله وتلك هي نكتة التأخير للظرف، وإنما "قدم في سورة الأنبياء فقيل: (وسخرنا مع داود الجبال.. الأنبياء/79) لذكر داود ثمة فقدم مسارعة للتعيين ولا كذلك هنا" [1] .
والنكتة في مجيئ التسبيح بلفظ المضارعة (يسبحن) دون اسم الفاعل (سابحات) استحضار تلك الصورة العجيبة الخارقة للعادة، في الذهن. وكونها في معنى (مسبحات) ، فإن صيغة الفعل تدل على الحدوث والتجدد ليفيد المعنى أن تسبيحهن معه إنما كان يحدث شيئاً بعد شيئ وحالاً بعد حال وكأن السامع حاضر تلك الجبال يسمعها تسبح [2] . [1] الآلوسي23/256 مجلد 13وينظر تفسير أبي السعود7/219مجلد4. [2] ينظر الكشاف 3/364 والرازي13/296 والآلوسي 23/259مجلد 13.
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد الجزء : 1 صفحة : 126