responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 248
ولكن القوم اتبعوا سنن من قبلهم من المجادلين الرافضين للحقائق الذين تبنوا مواقف العناد، وطلبوا العذاب العاجل في الدنيا نكاية بالرسل ومحادة لله ورسله.
لقد قال قبلهم قوم هود عليه السلام لنبيهم {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأحقاف: 22] .
وقالت ثمود لنبي الله صالح عليه السلام: {وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 77] .
ومن قبلهم قوم نوح عليه السلام قالوا لنبيهم: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [هود: 32] .
ومشركو مكة لم يخرجوا عن سنة المكذبين قبلهم فقالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32] .
ومن دعائهم أيضًا: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} [ص: 16] .
إن هذه المواقف تتنافى مع الحكمة من إرسال الرسل، لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسله لهداية الناس، بما يحملون معهم من مشاعل الحق والنور وليحذروهم من مسالك الغواية والردى.
ولكن أتباع إبليس الذين طمسوا كل بارقة خير في نفوسهم، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، وزخرف لهم أساليب الجدل فيحاولون دحض الحق به فإن عجزوا عن ذلك -وهم عاجزون لا محاله- لجئوا إلى السخرية والاستهزاء والإعراض عن دعوة الحق بشتى الوسائل.
لقد غلفت قلوبهم بحجب كثيفة من الرين من آثار الشهوات، وحجبت عقولهم بأغلفة سميكة من آثار الشبهات، فهم في صمم عن سماع صيحات الحق،

اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست