responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 249
وهم في بكم عن التفوه بكلمة الصدق، وهم في عمى عن رؤية دلائل التوحيد.
فلا تجدي معهم جهود دعاة الخير، لأنهم عطلوا وسائل المعرفة لديهم. ومع كل ذلك فإن رحمة الله واسعة عمت الخلق جميعًا، فلم يعجل لهم العقوبة المستأصلة بسبب ذنوبهم وآثامهم {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 54] .
ولوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني المكذبين من قريش ميزة خاصة في استحقاق الرحمة وتأجيل العذاب.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] .
فلعل الله يهدي ضالهم فيستغفرون، أو يخرج من أصلابهم من يوحد الله ويعبده.
ولكن لا بد للاستمرار على الكفر والجحود والعناد من نهاية، {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} .
كما جرت سنة الله فيمن سبقهم من أهل القرى، والسعيد من اتعظ بغيره وأخذ العبرة من حال القرون الخالية، ولا تزال القرى ماثلة بأطلالها خاوية على عروشها، وهم يمرون عليها مصبيحن وبالليل أفلا يتذكرون فهل من معتبر؟!

اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست