responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 247
وينادي عبيد الحزب أحزابهم.
وينادي عبيد الشهوات والمتع البهيمية قيمهم.
{فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} .
إن بين العابدين والمعبودين المزيفين هوة سحيقة من الكره والبغض {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] .
لقد تحولت المودة التي كانوا يوادون بها بعضهم إلى بغض وعداوة، وانفصمت الروابط والوشائج التي كانوا يوالون بها غيرهم من مصالح مادية ومتع جسدية، ودعوات قومية ونعرات إقليمية وعنصرية أو حزبية وسائر العصبيات الجاهلية {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} [1].
وبعد هذا الموقف الرهيب تتحدد المصائر، ويؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام، يجر كل زمام سبعون ألف ملك[2]، إنه يوم يشيب له الولدان، ويرى المجرمون النار -ويا هول ما يرون- وتساورهم الظنون هل من منقذ في آخر لحظة؟ هل نحن صائرون إلى ما نرى؟
إن هول المنظر، ورهبة الموقف أفقدهم التوازن في التفكير.
نعم، إن المصير الوحيد للمجرمين {وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} .
لقد كان لهم ولغيرهم ملجأ ومصرف يومًا ما، قبل هذا اليوم.
لقد كان لهم في القرآن العظيم الذي صرف فيه من كل مثل، وبينت فيه الحقائق ورسمت الحدود وأقيمت المعالم، لقد كان فيها الملجأ والملاذ فلو التجئوا إلى هداياته، وتركوا الجدل، وأقبلوا على الله، ونهلوا من معين كتابه واستهدوا بالحكمة والرشاد، واستنار بالمعارف القرآنية إذن لاختلف المصير الذي يوجهون إليه اليوم.

[1] الموبق: الفاصل المهلك سواء كان حسيًا أو معنويًا من وبق وأبق بمعنى انفصل وابتعد، أو تثبط فهلك. انظر: المفردات: 803.
[2] انظر: صحيح مسلم، كتاب الجنة: 8/ 149.
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست