اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 47
إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن "تبعه"[1]، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضى عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما أنى لا "أقول"[2]: الم، "حرف"[3]، ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر".
وهذا غريب[4] من هذا الوجه، ورواه محمد بن فضيل عن أبي إسحاق [1] في "جـ": "اتبعه". [2] في "ل": "أقول لكم". [3] من هامش "أ", وليس هذا الحرف في "جـ" و"طـ" و"ل"؛ ولعله: "عشر". [4] وقال ابن الجوزي: "لا يصح".
أما الحاكم فقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بصالح بن عمر", وردَّه الذهبي بضعف الهجري, ونقل المنذري في "الترغيب" "2/ 354" أن الحاكم قال: "تفرَّدَ به صالح بن عمر، وهو صحيح". كذا! ولعله وَهْمٌ من المنذري -رحمه الله؛ لأن صالح بن عمر قد تابعه أكثر من نفس، منهم: "عمار ابن محمد الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وابن عجلان، وابن فضيل، وابن الأجلح وغيرهم".
قلت: كل هؤلاء رووه عن الهجري بسنده مرفوعًا, وخالفهم جعفر بن عون، وأبو سنان الشيباني، وابن عيينة وغيرهم, عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفًا.
أخرجه الدارمي "2/ 308، 310"، وعبد الرزاق "ج3/ رقم 6017", وعنه الطبراني في "الكبير" "ج9/ رقم 8646", وهذا الاضطراب في الرفع والوقف من إبراهيم بن مسلم الهجري لأمرين:
الأول: لثقة من روى عنه الوجهين، فدلَّ على أن الاختلاف منه لا منهم. الثاني: إنه ضعيف الحفظ. ضعَّفه أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وقال البخاري والنسائي: "منكر الحديث".
ورواية الوقف أرجح لأمر ذكرته في "التسلية".
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 47