اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 133
والمُقِيت أيضا: الشاهد للشيء الحافظ له. قال الشاعر:
أَلِيَ الفَضْلُ أَمْ عَلَيَّ إذا حُو ... سِبْتُ إنِّي على الحساب مُقِيتُ (1)
* * *
88- {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} أي فرقتين مختلفتين.
{وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} أي نَكّسَهم وردَّهم في كفرهم [2] .
وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: "رَكَّسَهُمْ" [3] وهما لغتان: رَكَسْتُ الشيء وأرْكَسْتُه.
90- {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ} أي يتصلون بقوم.
{بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} أي: عهد. ويتصلون ينتسبون، وقال الأعشى - وذكر امرأة سُبِيَتْ:
إذَا اتَّصَلَتْ قَالَتْ: أَبَكْرَ بنَ وَائِلٍ ... وَبَكْرٌ سَبَتْهَا والأنُوفُ رَوَاغِمُ (4)
أي انتسبت [5] . وفي الحديث "من اتصل فَأَعِضُّوه" يريد من ادّعى دَعْوى
(1) البيت للسموأل بن عاديا، كما في اللسان 2/380 وطبقات فحول الشعراء 237 والأصمعيات 85 والبحر المحيط 3/303 وهو في مجاز القرآن 1/135 وتفسير الطبري 8/585 وتفسير القرطبي 5/296 والصحاح 1/262 وفي اللسان: "وقيل في تفسيره ... أي موقوف على الحساب". [2] عن مجاز القرآن 1/136 وانظر البحر المحيط 3/311. [3] معاني القرآن للفراء 1/281.
(4) ديوانه 59 ومجاز القرآن 1/136 وتفسير الطبري 9/20 وتفسير القرطبي 5/308 والبحر المحيط 3/315 واللسان 14/253 والناسخ والمنسوخ للنحاس 109 والكامل للمبرد 2/644. [5] جرى ابن قتيبة في تفسير هذه الآية على قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/136، وهو خطأ، قال النحاس في الناسخ والمنسوخ 109: "وهذا غلط عظيم؛ لأنه يذهب إلى أن الله تعالى حظر أن يقاتل أحد بينه وبين المسلمين نسب. والمشركون قد كان بينهم وبين السابقين الأولين أنساب. وأشد من هذا الجهل الاحتجاج بأن ذلك كان ثم نسخ؛ لأن أهل التأويل مجمعون على أن الناسخ له "براءة" وإنما نزلت: "براءة" بعد الفتح وبعد أن انقطعت الحروب. وإنما يؤتى هذا من الجهل بقول أهل التفسير، والاجتراء على كتاب الله، وحمله على المعقول من غير علم بأقاويل المتقدمين. والتقدير على قول أهل التأويل: فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، أولئك خزاعة، صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم، على أنهم لا يقاتلون وأعطاهم الزمام والأمان. ومن وصل إليهم فدخل في الصلح معهم - كان حكمه كحكمهم. (أو جاءوكم حصرت صدورهم) أي وإلا الذين جاءوكم حصرت صدورهم، وهم بنو مدلج وبنو خزيمة، ضاقت صدورهم أن يقاتلوا المسلمين، أو يقاتلوا قومهم بني مدلج. وحصرت: خبر بعد خبر" وقد نقد أبا عبيدة كذلك الطبري في تفسيره 9/20 وانظر البحر المحيط 3/315 وتفسير القرطبي 5/308.
اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 133