والسيوطي في الإتقان[1].
2- موافتها لوجه من وجوه اللغة العربية:
ويكتفي في ذلك بمجرد موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية؛ أي: سواء كان هذا الوجه أفصح أم فصيحًا، مجمعًا عليه أو مختلَفًا فيه، ما دامت القراءة صحيحة الإسناد، وموافقة لأحد المصاحف العثمانية، فلا يضرها كون الوجه ضعيفًا من حيث اللغة؛ كقراءة الإمام حمزة بجر كلمة "والأرحام" من قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [2].
حيث قرأ الباقون بالنصب عطفًا على لفظ الجلالة.
وقرأ الإمام حمزة بالجر في "والأرحام" عطفًا على الضمير المجرور في "به" على مذهب الكوفيين.
أو على أن الجار أعيد؛ ولكنه حذف للعلم به.
أو على القسم؛ تعظيمًا للأرحام وحثًّا على صلتها -على قول البصريين- وجوابه "الله"[3].
فقراءة الإمام حمزة صحيحة من حيث اللغة على كلا الوجهين، ولا قدح فيها، لا من حيث تواترها، ولا من حيث [1] راجع أقوالهم ونصوصهم بالتفصيل في "مناهل العرفان" 1/ 431-434. [2] سورة النساء: 1. [3] انظر: إتحاف فضلاء البشر للدمياطي 1/ 501، 502، وكتاب الدفاع عن القرآن للدكتور/ أحمد مكي الأنصاري ص1-31.