اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 237
فصل في حكم الهمزة المتوسطة من الكلمة:
ثم قال:
فصل وما بعد سكون حذفا ... ما لم يكن الساكن وسطا ألفا
كملء يسألون والنبيء ... شيئا وسوءا أساء مع فروء
لما فرغ الناظم من حكم الهمزة المبتدأة شرع في حكم المتوسطة، والمتطرفة الواقعتين بعد سكون وجمعها في فصل واحد لاشتراكهما في الحكم، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ما وقع بعد سكون من الهمز المتوسط والمتطرف حذف، أي: لم تجعل له صورة إلا إذا كان الساكن الذي قبل الهمز ألفا متوسطا، فإنه سيأتي حكمه آخر هذا الفصل، وهذا الاستثناء خاص بقسم الهمزة المتوسطة، وسيأتي الاستثناء أيضًا من الهمزة المتطرفة بعد ألف، فإن قلت: من أين علم أن الاستثناء هنا خاص بقسم المتوسطة؟، فالجواب أنه علم من وصفه الألف بالتوسط؛ لأنها لا تكون متوسطة إلا إذا توسط الهمز بأن كان بعده حرف فأكثر كـ"دعاؤكم".
وأما إذا تطرف: كـ"يشاء"، فإن الألف تكون حينئذ متطرفة لكون الهمزة لا شكل له في المصاحف.
واعلم أن صور المتوسطة، والمتطرفة الواقعتين بعد ساكن ست وثلاثون، وذلك كلا منهما:
إما مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة، فهذه ست، والساكن الذي قبلها إما صحيح، وإما واو أو ياء لينان، أو واو أو ياء مديان، أو ألف فهذه ست أيضا تضرب في الستة المتقدمة تبلغ ستا وثلاثين: ثمان عشرة في المتوسطة ومثلها في المتطرفة إلا أنه يسقط من صور الهمزة المتوسطة ثلاث صور هي المضمومة، والمفتوحة والمكسورة بعد الألف لاستثناء الناظم لها تبقى منها خمس عشرة تضم إلى صور الهمزة المتطرفة الثمان عشرة، فتكون ثلاثا وثلاثين: إحدى عشرة منها مع الضم ومثلها مع الفتح، ومثلها مع الكسر، وإلى هذا التنويع أشار الناظم في البيت الثاني بتعداد الأمثلة من غير مراعاة ترتيب بل على حسب ما ساعده النظم، وهذا ترتيب ما حضر من أمثلتها مع إداج
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 237