اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 236
وأما "هؤلاء" فنحو: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ} [1]، دخلت "ها" التي للتنبيه على: "أولاء" الذي هو اسم الإشارة، فكان قياس همزته أن تصور ألفا إذ هي مبتدأة اتصلت بها كلمة "ها" لكن لما نزل الجميع منزلة الكلمة صارت الهمزة بذلك التقدير في حكم المتوسطة، وهي بعد الألف فصورت واوا كالهمزة المضمومة بعد الألف المتوسطة حقيقة، وما اقتضاه كلام الناظم من أن الواو المرسومة في: "هؤلاء" صورة الهمزة هو مذهب أهل المصاحف، وذهب النحاة إلى النحاة إلى أنها زائدة كالواو في: "أولاء"، و: "أولوا". و: "أولي". وأن الهمزة غير مصورة.
وأما "يبنؤم" ففي "طه": {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي} [2]. أضيف ابن المنادى إلى: "أم". فكان قياس همزة: أم، إن تصور ألفا إذ هي مبتدأة لكم لما نزل الجميع منزلة الكلمة الواحدة صارت بذلك التقدير في حكم المتوسطة، فصورت واوا أيضا كالهمزة المضمومة بعد فتحة المتوسطة حقيقة، واحترز بقيد المجاور، وهو حرف النداء عن الخالي عنه وهو في الأعراف: {قَالَ ابْنَ أُمَّ} [3]. فإن همزة "أم" صورت ألفا، وهي منفصلة عن كلمة "ابن" في الرسم. وأما "أؤنبئكم" ففي "آل عمران": {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} [4]. دخلت همزة الاستفهام على: "أنبئكم" ثم سلك به مسلك: "يبنؤم"، فجملة الكلمات الأربع عشرة، منها ما صورت همزة همزته واوا وهو ثلاثة: هؤلاء، و: "يبنؤم"، و: "أونبئكم"، ومنها ما صورت همزته ياء، وهو باقي الكلمات، وإنما صورت كذلك مراعاة للغة من يجري هذا النوع من المبتدأة في التخفيف مجرى المتوسطة حقيقة، وسيأتي للناظم في فن الضبط ما يؤخذ منه كيفية ضبط هذه الكلمات.
والباء في قوله: "بمراد"، سببية و: "مراد" بوزن اسم المفعول والمراد به المصدر وقوله: "لئن" مرفوع بفعل محذوف تقديره صور، والمعنى صور بسبب إرادة الاتصال: "لئن"، ونظائره بالياء، و"هؤلاء"، ونظائره بالواو وحذف آخر: "أؤنبئكم"، لضرورة الوزن. [1] سورة البقرة: 2/ 31. [2] سورة طه: 20/ 94. [3] سورة الأعراف: 7/ 150. [4] سورة آل عمران: 3/ 15.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 236