اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 131
وأما "سلام" فنحو: {قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ} [1]، {سُبُلَ السَّلامِ} [2]، {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} [3]، وهو متعدد ومنوع كما مثل فهذه جملة الكلمات الثلاث والعشرين التي نقل صاحب "المقنع" حذف ألفها الواقع بعد اللام، وسيأتي للناظم حذف "البلاء" بالصافات، وبلاء بالدخان، لأبي عمرو زيادة على هذه الكلمات المحذوفة له، وقد تقدم من هذا النوع حذف ألف: الجلالة، و"اللهم"، لأبي عمرو كغيره، والعمل عندنا على ما في "المنصف" من تعميم الحذف في الألف الواقع بعد اللام المفردة لا فرق بين ما اتفق الشيخان على حذفه، أو انفرد أحدهما بحذفه أو سكتا معا أو أحدهما عنه، إلا ألف: "الآن" في سورة "الجن"، فإنه ثابت باتفاق كما سيأتي للناظم قريبًا.
وقوله: "سلاسل" مرفوع منون و"معا" في البيت الأخير حال من "إيلاف" بتقدير مضاف، أي: كلمتا إيلاف جميعًا.
ثم قال:
وكلهم في الجن الآن ذكروا ... بألف حسبما قد أثروا
أخبر عن شيوخ النقل كلهم أنهم ذكروا: "الآن"، من قوله تعالى: {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ} [4] في سورة "الجن" بألف ثابتة عن جميع المصاحف، وليس كغيره، من لفظ "الآن" المرسوم بدون ألف، ولعل اتفاق المصاحف على إثبات ألف "الآن" في الجن إشارة إلى أصله من كون "أل" كلمة مستقلة، و"آن" كلمة، فلم يحصل شرط الحذف وهو الاتصال في كلمة.
وأما غيره من لفظه، فالاتصال فيه تقديري كما تقدم.
وما ذكره الناظم في هذا البيت كالمستثنى من قوله: "ومع لام" ذكره تتبعا البيت ومن قوله، وأطلقت في منصف، ومن قوله: "الآن"، "إيلاف"، ثم تمم البيت بقوله "حسبما قد أثروا"، أي: مثل ما رووه ونقلوه، وقوله: "الآن" يقرأ بالنقل للوزن وفي "الجن" حال منه، و"حسبما" بفتح السين نعت لمصدر محذوف، أي ذكروا موافقا لما رووه أو لرواياتهم. [1] سورة الذاريات: 51/ 25. [2] سورة المائدة: 5/ 16. [3] سورة الحشر: 59/ 23. [4] سورة الجن: 72/ 9.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 131