responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 117
وهذا حاصل الكلام على الفصل الأول.
ثم أشار بقوله: "قل وفسئلوا"[1] البيت إلى الموضع الثاني، فذكر عن الشيخين أن همزة الوصل تحذف إذا دخلت على فعل الأمر من السؤال، ووقعت بعد واو أو فاء نحو: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [2] {وَسْئَلِ القَرْيَةَ} [3] {وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} [4].
وإنما حذفت الواو والفاء بسبب عدم صحة استقلالهما والوقف عليهما منزلة ما هو من نفس الكلمة، ونيابتهما عن همزة الوصل بحيث لا ينطق بها يوما ما، ويحتمل أن يكون قد رسم على قراءة من نقل حركة الهمزة إلى السين، وهو ابن كثير والكسائي، وهذا أظهر؛ لأن التوجيه الأول يأتي في نحو: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [5] مع أنها لم تحذف منهما.
والباء في قوله: بـ"همز الوصل" بمعنى "في"، وقوله: "فاسئلوا"، عطف على همز الوصل بالواو والجميع محكى بـ"قل"، والتقدير، قل الحذف عنهما في همز الوصل إذا كان وفي همزة "فاسئلوا" وشبهه.
ثم قال:
وقبل تعريف وبعد لام ... كللذي للدار للإسلام
ذكر في هذا البيت الموضع الثالث من مواضع حذف همزة الوصل من الرسم، فأخبر عن الشيخين بحذفها إذا وقعت قبل أداة التعريف، وهي اللام، وبعد لام هي لام الابتداء، أو الجر، ثم مثل للأول بقوله تعالى: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [6] {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [7]، وللثاني بقوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} [8]، ومثله: {الْحَمْدُ لِلَّه} [9] {لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [10] {هُدىً لِلْمُتَّقِين} [11].
وإنما حذفوها في هذا الموضع لسقوطها دائما، بسبب عدم استقلال اللام، وعدم صحة الوقف عليها، والابتداء بما بعدها، مع كراهة توالي الأمثال وهي اللامان والألف التي بينهما.

[1] الجزء الأخير من الشطر الثاني في البيت.
[2] سورة الأنبياء: 21/ 7، وسورة النحل: 16/ 43.
[3] سورة يوسف: 12/ 82.
[4] سوة النساء: 4/ 32.
[5] سورة البقرة: 2/ 109.
[6] سورة آل عمران: 3/ 96.
[7] سورة الأنعام: 6/ 32.
[8] سورة الزمر: 39/ 22.
[9] سورة الفاتحة: 1/ 1.
[10] سورة الأحزاب: 33/ 37.
[11] سورة البقرة: 2/ 2.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست