responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 116
ثم قال:
والحذف عنهما بهمز الوصل ... إذا أتى من قبل همز الأصل
من نحو وأتوا فات قل وفسألوا ... وشبهه كنحو واسئل واسألوا
تكلم في هذين البيتين، وما بعدهما إلى تمام سبعة أبيات على مواضع حذف همزة الوصل من الرسم، وهمزة الوصل هي التي تثبت في الابتداء، وتسقط في الدرج، وكان الأنسب ذكرها في باب الهمزة، لكنه ذكرها في هذا الباب تبعا للشيخين؛ ولأنها لا تكتب إلا ألفا حتى سميت ألف الوصل.
ومواضع حذفها من الرسم سبعة ذكر منها في هذين البيتين موضعين، فأخبر عن الشيخين بحذف همزة الوصل إذا جاءت قبل همزة أصلية، أي: همزة قطع ووقعت بعد واو أو فاء، وإلى الشرط الأول أشار بقوله: "إذا أتى من قبل همز الأصل"[1]، وإلى الشرط الثاني أشار بقوله من نحو: "واتوا فات.."[2] نحو {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [3] {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِب} [4] ومثله في أول "البقرة": {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ} [5] ومنه {فَأْذَنُوا بِحَرْب} [6] {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} [7].
وذلك إن فاء هذه الألفاظ همزة، وهي أفعال أمر من الثلاثي، والأخير، من الخماسي فيلزم افتتاحها بهمزة الوصل، وهي مبتدأة فقياسها أن تصور ألفا، لكن لما اتصل بها ما لا يمكن استقلاله، والوقف عليه من الحروف الإفرادية كالواو، والفاء، قام مقام همزة الوصل فسقطت لفظا، فجاء الخط موافقا لذلك لاستثقالهم اجتماع صورتين وهما هنا صورة همزة القطع، وصورة همزة الوصل فإذا لم يقع بعد همزة الوصل همزة أصلية نحو: "واتقوا"، أو وقعت، لكن اتصل بهمزة الوصل ما يستقل ويصح الوقف عليه نحو: "الَّذِي أوتُمِنَ"8 "وقال الملك ايتُونِي"9 "ثم ايتوا صفا"[10]، فإن همزة الوصل تثبت رسما لثبوتها لفظا عند الوقف على ما قبلها والابتداء بها.

[1] حكم حذف همزة وصل.
[2] ومثل في بداية الشطر الثاني بقوله: واتوا، فات، للإيضاح.
[3] سورة البقرة: 2/ 189.
[4] سورة البقرة: 2/ 258.
[5] سورة البقرة: 2/ 23.
[6] سورة البقرة: 2/ 279.
[7] سورة الطلاق: 65/ 6.
8 سورة البقرة: 2/ 283.
9 سورة يوسف: 12/ 54.
[10] سورة طه: 20/ 64.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست