اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 271
منهج قائم على مثاقفة الآخر والوقوف على ما علمه وعمله، وعلى منهاجه في حركة حياته؛ ليستثمر ذلك فيما ينفعه هو أولا، وليقف على السبيل إلى قلبه، ليدعوه إلى الإسلام، فينفث فيه معاني الهدى إلى الصراط المستقيم.
إنَّك إذا لم تعرف الآخر، فلن يكون لك سبيل إلى عقله وقلبه، كلّ مسلم مسؤول عن إبلاغ الدعوة الإسلامية كما جاء بها الكتاب والسنة بلسان حاله أولا ولسان مقاله آخرًا إلى الناس كافة في كلّ عصر ومصر، وبكل لسان ومنهاج كريم.
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} (الزخرف:43-44)
والبحث البياني عن المعنى القرآني ليس غاية في نفسه، وإلا كان علما غير نافع يستعاذ بالله - عز وجل - منه كما هدت السنة المطهرة إلى ذلك بل هو وسيلة إلى غاية جليلة هي فقه المعنى القرآني فقها يبعث القلب على الإقبال على ما يهدي إليه - عز وجل - أمرًا ونهيًا أقبال محبة وإجلال لينعم العبد بجنة معرفته ومحبته في الدنيا، ولينعم بجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فاحذر أن تنفق عمرك في طلب العلم وتغفل عن العمل بما علمت، فشأن المسلم أن يتعلم على قدر طاقته في العمل، فإذا عمل بما علم اتسعت طاقته لما هو أعظم وأكرم، فيقبل على العلم، ثُم يقبل على العمل بما أضافه من العلم، فإذا هو الحالّ المرتحل بين العلم النافع والعمل الصالح.
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 271