اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 120
أمَّا آية سورة (الحديد) فقد جاءت فى سياق الأمر بالإيمان بالله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والإنفاق فى سبيل الله - جل جلاله - مما استخلفهم فيه وحثهم على الإنفاق ورغبهم فى الإقرض الحسن إبتغاء أجرِ يومٍ كبير، ناعِيًاً عدم خشوع قلوبهم لذكر الله - عز وجل -، وما نزل من الحق الداعى إلى الإيمان والإنفاق والإقراض مؤكدًا الحثَّ على الصدقة والإقراض، مبينًا حقيقة الدنيا ومتاعها، فالسياق الكليّ كما ترى يدفع بطائفة ليست على المستوى الإيمانى العَلِيّ، فيدعوهم إلى المسابقة فيما بينهم إلى مغفرة وجنة عرضها كعرض السماء والأرض.
وهى جنة دون جنة "آل عمران " التى أعدت للمتقين؛ لأنَّ أصحاب هذه الجنة إنما هم الذين آمنوا: الذين ما تزال فيهم رغبة فى الحياة الدنيا، ومنْ ثَمَّ كان الأمر هنا بالمسابقة لا بالمسارعة؛ لأنَّ المسابقة وإن تكنْ فعل من يسابق شخصاً، فهو يسعى فى سبقه إلاَّ أنَّها ربَّما كانت المسابقة بين بَطِيئَيْنِ يَسِيرَانِ الْهُوَيْنَا، فلا يلزم من المسابقة الإسراع، وهذا أليق بحال الذين آمنوا: الذين لم يرتقوا إلى درج التقوى.
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 120