اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 119
فى آية سورة (آل عمران) كان الأمر بالمسارعة وفى آية سورة (الحديد) بالمسابقة، وكانت الجنَّة الموعود بها فى آية سورة (آل عمران) عرضها السموات والأرض، والجنة الموعود بها فى آية سورة (الحديد) عرضها كعرض السماء والأرض، وفى آية سورة (آل عمران) كانت الجنة للمتقين، وفى آية سورة (الحديد) كانت الجنة للذين آمنوا.
آية سورة (آل عمران) سياقها الحَضُّ على الجهاد وتعظيم فضله والإبلاغ فى ذلك، وسورة (آل عمران) إنّما هى سورة التوحيد وسورة الاصطفاء والمصطفين الأخيار الذين من أهم صفاتهم التقوى والصبر، وقد شاعت هاتان الصفتان فى آيات السورة على نحو جِدّ ظاهر.
وهذه الآية فى سورة (آل عمران) جاءت عقيب بيان أسباب النصر وأسباب الخذلان الذي من أهم أسبابه الإقبال على الدنيا التى أشار إلى ذمها بقوله - جل جلاله -: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14)
وعقيب الأمر بما تضمن الفوز والنجاة والقرب، فجأة الأمر بالمسارعة إلى المغفرة والى جنة عرضها السموات والأرض، ويبيِّن أنَّ أولئك الذين أُعدَّت هذه الجنة لهم هم المتقون الذين تقدمت الإشارة إليهم كثيراً والذين يتخلّوْنَ عن الأموال وجميع مصانع الدنيا فلا تمتد أعتينهم إلى الإزدياد من شىء منها، ويتحلَّون بالزُّهد فيها والإنفاق لها فى سبيل الله - سبحانه وتعالى -.
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 119