اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 118
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد:21)
ما يبين الآيتين من تصريف المعاني ومن مشتبه النظم جليٌ لا يخفى: فى آية (آل عمران) وسارعوا (وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر بغير واو عطف وكذلك هو فى مصاحف المدينة والشام وقرأ بقية العشرة بواو العطف وعليه مصاحف مكة والعراق)
{عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ} دون أداة تشبيه مع جمع السماء)
{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
وفى آية الحديد: {سابقوا} (عند القراء العشرة) بغير عطف.
{عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} بداه تشبيه مع ذكر المشبه المضاف (عرض) وأفراد المضاف اليه (السماء)
{أعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}
وغير خفيٍّ أنَّ هذه المفارقات فى العطف والتشبيه والحذف والأفراد والجمع وغير ذلك له ما يقتضيه من سياقه الجزئى وسياقه الكلى لسورةِ كُلٍّ. (1)
(1) - لم ينظر الخطيب الإسكافى " (420هـ) ولا الكرمانى (القرن الخامس) فيما يبين الآيتين من مشتبه النظم إلا أن أبا جعفر بن الزبير (708هـ) والبقاعى (885هـ) من بعده قد نظرا فيما يبين الآيتين من مفارقات بيانية ومرد تلك المفارقات وهما وأن تفاوتاً فى مستوى النظر ومجاله فإنما التقيا على النظر فى السياق الجزئى للآية وفى السياق الكلى للسورة.
انظر ملاك التأويل لابن الزبيرجـ1ص171-176 (تحقيق محمود كامل- طبعة بيروت/1405) ونظم الدور للبقاعى ج 2 ص156، ج 7 ص:454 (ط/ بيروت) .
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 118