responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 207
{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} فلن يسكت اللغط وفي المدينة نسوة.
وها هو ذا يفسر الرؤيا لصاحبي الملك في السجن، فإذا عرف أن أحدهما سينجو وأنه سيعود إلى خدمة سيده، لم ينس يوسف الواعي أن يطلب إليه ذكره عند ربه:
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} .
ولكن الساقي ينسى. {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} حتى يرى الملك رؤياه، ويعجز عن تفسيرها المفسرون، فيذكر الساقي يوسف، ويأتي إليه ليفسر الرؤيا، فيجد لها تفسيرًا، فيطلبه الملك ليراه.
وهنا يظهر الرجل الحصيف. لقد دخل السجن ظلمًا، وإن حوله للغطًا، وإنه لن يأمن إذا خرج أن يرد إلى السجن كما دخل إليه أول مرة؛ فهو ينتهز الفرصة المناسبة للحصول على الضمان والبراءة: {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} . ويسألهن الملك، فيجبن بالحقيقة، وترى امرأة العزيز أن تبرئه أيضًا، فالظاهر أنها كانت قد أسنت. إذ نحن نرجع أنها فعلت فعلتها وهي في الأربعين أو فوقها، فهي فعلة امرأة مكتملة في نهاية المرحلة؛ فإذا أضفنا إلى سنها "بضع سنين" كانت في الخمسين أو قرب الخمسين. فلا ضير حينئذ من كشف الماضي الدفين: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} .
وفي تعقيب يوسف على هذا يبدو الرجل الحصيف المقتصد

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست