responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 136
ومشاهد القيامة هي أكثر المشاهد تنوعًا في القرآن، حتى لهممت أن أفرد لها فصلا خاصًّا لولا تضخم الكتاب[1].
أ- مرة تكون الإطالة باللفظ المخيل للتكرار، مثل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} .
فالخيال هنا يظل يستعرض المشهد المروع، ويكرر العملية المفزعة؛ وكلما زاد فزعًا وارتياعًا، زاد إقبالا على التكرار. ذلك أن الهول يشد إليه النفس ويوثقها، كلما همت منه بالفرار!
ب- ومرة تكون الإطالة بالنسق اللفظي، كالتفصيل بعد الإجمال، مع عرض الأجزاء بالتفصيل، مثل:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} .
فهو -أولًا- أجمل العذاب: "فبشرهم بعذاب أليم" وقطع السياق، ليستريح المشاهد، ويأخذ نفسه ويستعد للتفصيل. ثم أخذ في التفصيل.
وهو -ثانيًا- حينما بدأ التفصيل بعد الإجمال، بدأ العملية

[1] خصص لها من المكتبة القرآنية كتاب خاص. صدرت طبعته الأولى عام 1948، وطبعته الثانية صدرت في عام 1953.
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست