responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 137
من أول مرحلة، وعلى مهل.. فالذهب والفضة قد صارا جمعًا لا مثنى، بالإلماع إلى قطعهما الكثيرة؛ وفي هذا تطويل بالكثرة: "يوم يحمى عليها" -لا عليهما- ثم ها هي ذي "يحمى عليها" فلننتظر حتى تصهر.. لقد صهرت، فلتبدأ العملية الرهيبة: هذه هي الجباه تكوى.. لقد فرغوا من الكي في الجباه. فلتحرك الأجسام للجنوب. هذه هي الجنوب تكوى.. لقد فرغوا من الكي في الجنوب. فلتحرك الأجسام للظهور. هذه هي الظهور تكوى.. تمهل. فلم ينته العرض بعد.. هناك التقريع والتأنيب، عند الانصراف المتخيل ليتناول العذاب جماعة أخرى من الصف الطويل: {هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} .
ج- ومرة تكون الإطالة بتفصيل الحركات وتعددها، وبالتكرار الذي تخيله الألفاظ معًا:
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ، وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} .
فهذا مشهد عنيف صاخب؛ حافل بالحركة المتكررة. هذه ثياب من النار تقطع وتفصل. وهذا حميم يصب من فوق الرؤوس، يصهر به ما في البطون والجلود، وهذه مقامع من حديد، وهذا هو العذاب يشتد، ويتجاوز الطاقة؛ فيهب "الذين كفروا" من الوهج والحميم، والضرب الأليم، يهمون بالخروج من هذا "الغم".
وها هم أولاء يردون بعنف: {ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق} . ويظل

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست