اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 133
منبتًا، أو وجودًا، أوقرارًا، أو امتدادًا، مهماي بلغ من الحسب والقوة والجاه والبنين؛ إنما يأتي في ومضة من المجهول، ليذهب في ومضة إلى الجمهور!!
والآن فإلى المشاهد المطولة:
1- لقد رأينا قصة الماء الذي ينزل من السماء فيختلط به نبات الأرض، فيصبح هشيمًا تذروه الرياح، لقد عرضت هناك في ومضات خاطفات. فلننظر كيف يعرض قسم منها على مهل وفي تؤدة:
{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} .
هكذا، القسم الأول وحده الخاص بوصول الماء إلى الأرض، يستغرق هذه الفقرات، ويعرض في هذه المراحل. فالرياح تثور، فتثير السحب في السماء -كما يشاء الله- فيتراكم هذا السحاب، فيخرج منه المطر، فينزل المطر من السماء، فيستبشر به من ينزل عليهم بعد أن كانوا يائسين.
فلننظر كيف يعرض القسم الثاني بعد وصول الماء:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} .
هكذا، في تراخ بـ"ثم"، وفي تمهل وبطء. فالماء ينزل فلا
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 133