responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 129
1- يريد أن يصور للناس قصر هذه الحياة الدنيا التي تلهيهم عن الآخرة. فيخرج القصر في هذه الصورة:
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} .
وانتهى شريط الحياة كله في هذه الجمل القصار، وفي هذه المشاهد الثلاثة المتتابعة:
{كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} فـ {اخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} فـ {َأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} .
ألا ما أقصرها حياة!
ومع هذا فقد عرض أطوار النبات كلها لم ينقص منها شيئًا -إلا الأطوار الثانوية- عرض الماء الذي يسبقه، ويختلط بالأرض فتنبته؛ وعرض نضجه، وعرض تذريته. فماذا بقي من حياة النبات إلا الأطوار الثانوية؟
لقد اجتمعت لهذا التعبير كل عناصر الصدق والدقة والجمال:
الصدق في عرض أطوار النبات، فلم ينقص شيئًا منها لتحقيق الغرض الديني. والدقة؛ لأنه حقق غرض الصورة كاملًا. والجمال لأن سرعتها الخاطفة مما ينشط له الخيال.
وقد استخدم النسق اللفظي في تقصير عرض المشهد كما استخدمت وسائل العرض الفنية لهذا الغرض. فهذا "التعقيب" الذي تمثله هذه "الفاء" في تتابع المراحل، يتفق مع طريقة العرض السريعة. ثم هذا الماء النازل لا تختلط به الأرض فتنبت، بل يختلط به نبات الأرض مباشرة، وهذه حقيقة، ولكنها حقيقة تعرض

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست