اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 130
في الوضع الخاص الذي يحقق السرعة المطلوبة.
2- ومثل هذا النص نص آخر في المعنى والاتجاه؛ ولكنه يختلف في حلقة منه، ليؤدي غرضًا آخر مع هذا الغرض السابق:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} .
فالصورة المعروضة لقصر الحياة متحدة تقريبًا مع الصورة الأولى، ولعل هذا يخيل للبعض أن هناك تكرارًا كاملًا؛ ولكن الواقع أن هناك اختلافًا دقيقًا. إنه أطال عرض شريط الحياة الدنيا -كما يراه الكفار- فهي لعب، ولهو، وزينة وتفاخر بينكم، وتكاثر في الأموال والأولاد. ليقول: إن هذا الذي تعجبون به كله، وهذا الذي تستطيلون أمده، إنما هو في حقيقته قصير زائل، كذلك الغيث الذي يعجب الكفار نباته، ثم يهيج فتراه مصفرًّا، ثم يكون حطامًا.
وذلك من دقائق الصور المكررة في القرآن. وفي كل تكرار صورة تختلف اختلافًا يسيرًا أو كبيرًا، وتنفي وهم التكرار بلا قصد إلا التكرار. وإن يكن للتكرار غرضه في صدد الدعوة.
ولكنه معهذا يسير مع الجمال الفني بالتنويع الدقيق الملحوظ.
3- في المثالين السابقين كان الاختصار بحذف المراحل الثانوية. فهذا مثال آخر يعرض قصر الحياة على النحو نفسه، مع زيادة في الاختصار، فيمسك بطرفي الحياة ويجمعها في
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 130