responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 128
والخلقة ... فذلك إطار مناسب للصورة التي يضمها.
أما الموسيقى المصاحبة. فهي أخشن وأعلى من موسيقى "الضحى والليل إذا سجى"، ولكنها ليست عنيفة ولا قاسية؛ لأن الجو للسرد والبيان، أكثر مما هو للهول والتحذير.
وذلك من بدائع التناسق بلا جدال.
ثم نرقى إلى أفق آخر من آفاق التناسق الفني في القرآن.
فالتصوير القرآني حين ينتهي من تناسق الألوان والأجزاء في الصورة أو المشهد، وحين يطلق حولها الموسيقى المكملة للجو، لا ينتهي عند هذه الآفاق في تناسق الإخراج. إن هناك خطوة وراء هذا كله، ضرورية للتناسق، وضرورية لتأثير المشهد، وللكمال الفني فيه. تلك هي المدة المقررة لبقاء المشهد معروضًا على الأنظار في الخيال. والتناسق القرآني يلحظ هذا ويؤديه أرفع أداء.
بعض المشاهد يمر سريعًا خاطفًا، يكاد يخطف البصر لسرعته، ويكاد الخيال نفسه لا يلاحقه. وبعض المشاهد يطول ويطول، حتى ليخيل للمرء في بعض الأحيان أنه لن يزول. وبعض هذه المشاهد الطويلة حافل بالحركة، وبعضها شاخص لا يريم. وكل أولئك يتم تحقيقًا لغرض خاص في المشهد، يتسق مع الغرض العام للقرآن، ويم به التناسق في الإخراج أبدع التمام.
وللقصر وسائل مختلفة، وللطول وسائل شتى، يؤدي كل منها الغرض، ويناسب والمشهد. وهذه خطوة أخرى في ذلك الأفق الجديد.
والآن إلى النماذج، ففيها وحدها بلاغ.

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست