اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 127
للغبار؛ فكان الإطار من الصورة، والصورة من الإطار، لدقة التنسيق وجمال الاختيار.
3- هذا وذلك إطاران لكل منهما لون خاص، أو لونان؛ لأن للصورة بداخله لونًا واحدًا أو لونين متقاربين. ولكن قد يكون للإطار أكثر من لون محدد؛ لأن الصورة التي بداخله كذلك، كما في سورة الليل:
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى، فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى، إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى، وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى، فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى، لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى، وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى، وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى} .
فهنا صورة فيها الأسود والأبيض. وفيها {مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} و {مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} . وفيها من ييسر لليسرى، ومن يسر للعسرى. وفيها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى، والأتقى الذي سوف يرضى.
وفي الإطار كذلك الأسود والأبيض. فيه: الليل إذا يغشى -وفي هذه المرة- لا "الليل إذا سجى" وفيه النهار إذا تجلى، المقابل تمامًا لليل إذا يغشى. وهنا: الذكر والأنثى المتقابلان في النوع.
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 127