اسم الکتاب : أحكام القرآن المؤلف : الجهضمي الجزء : 1 صفحة : 181
يطلقوا فهذا وجه الكلام ولو قال انسان لانسان اذا فعلت كذا وعدت كذا وعدت لكذا وهو يريد بقوله ثم عدت لكذا اي لا يكون منك كذا لسعة الناس الى وضع الكلام في غير موضعه والقران يجل عن هذا
لان الايجاب خلاف النفي وقوله ثم يعودون ايجاب ولم يطلقوا نفي فلو كان معني يعودون معنى لم يطلقوا لكان الايجاب هو النفي والنفي هو الايجاب وهذا محال ولو كان اذا ظاهر ثم لم يطلق عائدا بانه ممسك كان في حال الظهار ممسكا لانه انما ظاهر ولم يطلق
ويفسد ايضا من وجه اخر لان قوله ثم يعودون لما قالو يوجب ان يحدث منهم شئ والمظاهر لم يطلق في حال ظهاره ولا قبل ذلك فاذا تظاهر ثم لم يطلق بعد الظهار فهو كما كان لم يحدث منه شئ في الطلاق لا فعل ولا ترك ولا غير ذلك بوجه من الوجوه فيستحيل معنى ثم يعودون لان العائد انما يعود الى شئ قد كان فارقه والمظاهر لم يفارق زوجته في حال الظهار ولا قبله ولا بعده وانما فارق المسس فهو يريد ان يعود اليه
ويفسد من وجه لان قوله هذا يوجب انه اذا مسكها بعد انفصل اللفظ بالظهار طرفة عين فما فوقها فقد وجبت عليه الكفارة عاشت او ماتت او طلق بعد ذلك او لم يطلق وقال الله تبارك وتعالى فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا فاذا مات او ماتت علم انه لا يكون مسيس فاذا لم يكن مسيس لم يكن له قبل واذا لم يكن له قبل لم تجب الكفارة لان الحال التي جعلت موضعا للكفارة لم تكن وكذلك اذا لم يرد ان يمس فلا كفارة عليه لانها انما اوجبت عليه
اسم الکتاب : أحكام القرآن المؤلف : الجهضمي الجزء : 1 صفحة : 181