responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 386
أن يكون للسالك شيخ وإلا فيوشك أن يقع في الورطات المهلكة ولا منقصة في أمثال هذه المعاتبات على الأحباب, بل فيها من اللطف والترغيب في الخدمة ما لا يخفى وعلي كان عالما بأن الكمال لا يحصل إلا بالنشأتين, لكنه يرى حين الجذب أن كل ما يشغله عن الخدمة فهو مكروه المحبوب ومرجوح عنده فحلف على ترك المرجوح، أو يقال: إن عليا لما كان شريكا للرسول -صلى الله عليه وسلم- في تكميل السلاك لقوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وكان له شأن الدلالة ولمحمد صلى الله عليه وسلم شأن الإرشاد والمرشد بنشأته النبوية شأنه تكميل السالك بحسب نشأة السلوك وإن كان بنشأته الولوية, وشأن الإرشاد شأنه التكميل بحسب الجذب والدليل بنشأته الولوية شأنه التكميل بحسب نشأة الجذب وإن كان بنشأته النبوية وشأن الدلالة شأنه التكميل بحسب السلوك, فالدليل بولايته يقرب السالك إلى الحضور ويعلمه آداب الحضور وطريق العبودية من عدم الالتفات إلى ما سوى المعبود وطرح جميع العوائق من طريقه والمرشد بنبوته يبعده عن الحضور ويقربه إلى السلوك ويرغبه فيه, فهما في فعلهما كالنشأتين متضادان متوافقان, فأمير المؤمنين علي لما رأى بلالا وعثمان مستعدين لنشأة الجذب رغبهما إلى تلك النشأة بطرح المستلذات وترك المألوفات, وشاركهما في ذلك ليستكمل بذلك شوقهما ويتم جنبهما, ولما مضى مدة ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن عودهما إلى السلوك أوفق وأنفع لهما, ردهما إلى نشأة السلوك وعاتبهما بألطف عبارة ولا يرد نقص على أمير المؤمنين علي"[1].
مراتب السالك:
وضح المؤلف في تفسيره المراتب التي يمر بها السالك, وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [2]، فقال: "اعلم أن للإنسان من أول تخيره إلى آخر مراتبه تطورات

[1] بيان السعادة: محمد حيدر ج1 ص250 و251.
[2] سورة المائدة: الآية 93.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست