responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 387
ونشآت, وبحسب كل نشأة له أعمال وإرادات وشرور وخيرات وللسالك إلى الله من بدو سلوكه إلى آخر مراتبه غير المتناهية مقامات ومراحل وأسفار ومنازل، والتقوى تارة تطلق على التحفظ عن كل ما يضر الإنسان في الحال أو في المآل, وهو معناها اللغوي وبهذا المعنى تكون قبل الإسلام وقبل الإيمان ومعهما وبعدهما، وتارة تطلق على التحفظ عما يصرفه عن توجهه إلى الإيمان, وبهذا المعنى تكون مع الإسلام وقبل الإيمان ومع الإيمان, لكن في مرتبة الإسلام فإنه ما لم يسلم لم يتصور له توجه واهتداء إلى الإيمان حتى يتصور صارف له عن الإيمان وحفظ عن ذلك الصارف، والتقوى بهذا المعنى عبارة عن تحفظ النفس عن جملة المخالفات الشرعية, وتارة تطلق على ما يصرفه عن الطريق الموصل له إلى غايته ويدخله في الطريق الموصلة إلى الجحيم, وبهذا المعنى لا تكون قبل الإيمان؛ لأنه لم يكن ح[1] في الطريق بل تكون مع الإيمان الخاص الذي به يكون الوصول إلى الطريق, والإيمان قد يطلق على الإذعان وهو معناه اللغوي, وقد يطلق على ما يحصل بالبيعة العامة وهو الإيمان العام المسمى بالإسلام, وقد يطلق على ما قد يحصل بالبيعة الخاصة الولوية وهو الإيمان الحقيقي, وقد يطلق على شهود ما كان موقنا به وهو الإيمان الشهودي" إلى أن قال: "والإنسان من أول تميزه نشأته نشأة الحيوان لا يدري خيرا إلا ما اقتضته القوى الحيوانية، ولا شرا إلا ما استكرهته، ولا يتصور له التقوى سوى التقوى اللغوية, فإذا بلغ مقام المراهقة حصل له في الجملة تميز الخير والشر الإنسانيين وتعلق به زاجر إلهي باطني بحيث يستعد لقبول الأمر والنهي من زاجر بشري, لكن لا يكلف لضعفه ويمرن لوجود الاستعداد والزاجر الباطني ويتصور له التقوى بالمعنى الأول والثاني في هذا المقام بمقدار تميز الخير والشر الإنسانيين, فإذا بلغ أوان التكليف وقوى التميز والاستعداد والزاجر الإلهي تعلق به التكليف من الله بواسطة النذر، وبقبوله التكليف بالبيعة والميثاق يحصل له الإسلام ويتصور له التقوى أيضا بالمعنى الأول والثاني, ولا يتصور له التقوى بالمعنى الثالث لعدم وصوله إلى الطريق بعد، وفي هذا المقام يكلفه المكلف الإلهي بالتكاليف الغالبية, وينبهه على أن للإنسان طريقا

[1] كذا في الكتاب.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست