responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 180
حَيّ سميع بَصِير عَالم مُرِيد مُتَكَلم قَادر فَاعل والانسان أَيْضا كَذَلِك قد شبه وَأثبت الْمثل هَيْهَات لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ الْخلق كلهم مشبهة إِذْ لَا أقل من إِثْبَات الْمُشَاركَة فِي الْوُجُود وَهُوَ يُوهم المشابهة بل الْمُمَاثلَة عبارَة عَن الْمُشَاركَة فِي النَّوْع والماهية وَالْفرس وَإِن كَانَ بَالغا فِي الكياسة لَا يكون مثلا للانسان لِأَنَّهُ مُخَالف لَهُ فِي النَّوْع وانما يشابهه فِي الكياسة الَّتِي هِيَ عارضة خَارِجَة عَن النَّوْع والماهية المقومة لذات الانسانية الخاصية الالهية هِيَ الْمَوْجُود بِذَاتِهِ الَّذِي يُوجد عَنهُ كل مَا فِي الامكان وجوده على أحسن وُجُوه النظام والكمال وَهَذِه الخاصية لَا يتَصَوَّر فِيهَا مُشَاركَة الْبَتَّةَ والمماثلة بهَا لَا تحصل فكون العَبْد رحِيما صبورا شكُورًا لَا يُوجب الْمُمَاثلَة كَكَوْنِهِ سميعا بَصيرًا عَالما قَادِرًا حَيا فَاعِلا
بل أَقُول الخاصية الألهية لَيست إِلَّا لله تَعَالَى وَلَا يعرفهَا إِلَّا الله تَعَالَى وَلَا يتَصَوَّر أَن يعرفهَا إِلَّا هُوَ وَلذَلِك لم يُعْط أجل خلقه إِلَّا أَسمَاء حجبه بهَا فَقَالَ {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} فو الله مَا عرف الله غير الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة يَعْنِي على سَبِيل الاحاطة والكمال فَهُوَ الله المنزه عَن الْمَاهِيّة الْأَحَد الْمُقَدّس عَن الكمية الصَّمد المتعالي عَن الْكَيْفِيَّة الَّذِي لم يلد بل هُوَ الْمُبْدع وَلم يُولد بل هُوَ قديم الْوُجُود وَلم يكن لَهُ كفوا أحد فِي ذَاته وَصِفَاته وأفعاله هَذَا مَا أردنَا أَن نذكرهُ فِي هَذَا الْكتاب وَقد كشفت الغطاء عَن وُجُوه الْأَسْرَار المخزونة وَرفعت الْحجاب عَن كنوز الْعُلُوم ودللت على الْأَسْرَار المخزونة وأبديت فِيهِ الْعُلُوم المكنونة المضنون بهَا تقربا إِلَى الأخوان الَّذين لَهُم قُوَّة القريحة وصفاء الذِّهْن وزكاء النَّفس ونقاء الحدس وتيقنا بِأَن الزَّمَان قد حلا من الْوَارِثين لهَذِهِ الْأَسْرَار تلقفا وَمن المقتصرين على الاحاطة بهَا استنباطا وتاسيا من أَن يكون للراغب فِي تخليد الْعلم وإيراثه من بعده وَجه حِيلَة الا تدوينه وإيداعه الْكتب مسطرا مرقوما دون الِاعْتِمَاد على رَغْبَة متعلم فِي تحَققه على وَجهه وَحفظه وإيراثه من بعده وَدون الِاعْتِمَاد على همم أهل الْعَصْر وَمن يكون بعدهمْ مثلهم فِي الْبَحْث

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست