responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 144
الصُّورَة الَّتِي هِيَ فِي الْأَجْسَام العالمية تَابِعَة فِي الْوُجُود للصور الَّتِي فِي النُّفُوس والعقول الْكُلية وَأَن هَذِه الْمَادَّة طوع لقبُول مَا هُوَ مُتَصَوّر فِي عَالم الْعقل فان تِلْكَ الصُّور الْعَقْلِيَّة مبادىء لهَذِهِ الصُّور الحسية يجب عَنْهَا لذاتها وجود هَذِه الْأَنْوَاع فِي العوالم الجسمانية والأنفس الانسانية قريبَة من تِلْكَ الْجَوَاهِر وَقد نجد لَهَا فعلا طبيعيا فِي الْبدن الَّذِي لكل نفس فان الصُّورَة الارادية الَّتِي ترتسم فِي النَّفس يتبعهَا ضَرُورَة شكل قسري للأعضاء وتحريك غير طبيعي وميل غير غريزي يذعن لَهَا الطبيعة وَالصُّورَة الخوفية الَّتِي ترتسم فِي الخيال يحدث عَنْهَا فِي الْبدن مزاج من غير اسْتِحَالَة عَن محيل طبيعي شَبيه بِنَفسِهِ وَالصُّورَة الغضبية الَّتِي ترتسم فِي الخيال يحدث عَنْهَا فِي الْبدن مزاج آخر من غير محيل شَبيه وَالصُّورَة المعشوقية عِنْد الْقُوَّة الشهوانية إِذا لمحت فِي الخيال حدث عَنْهَا مزاج يحدث ريحًا من الْمَادَّة الرّطبَة فِي الْبدن ويحدره إِلَى الْعُضْو الْمَوْضُوع آلَة للْفِعْل الشهواني حَتَّى تستعد لذَلِك الشَّأْن وَلَيْسَت طبيعة الْبدن الا من عنصر الْعَالم وَلَوْلَا أَن هَذِه الطبائع مَوْجُودَة فِي جَوْهَر العنصر لما وجد فِي هَذَا الْبدن وَلَا ننكر أَن يكون من القوى النفسانية مَا هُوَ أقوى فعلا وتأثيرا من أَنْفُسنَا نَحن حَتَّى لَا يقْتَصر فعلهَا فِي الْمَادَّة الَّتِي رسم لَهَا وَهُوَ بدنهَا بل إِذا شَاءَت أحدثت فِي مَادَّة مالم مَا تتصوره فِي نَفسهَا وَلَيْسَ يكون مبدأ تِلْكَ الاحداث تَحْرِيك وتسكين وتبريد وتسخين وتكثيف وتليين كَمَا تفعل فِي بدنهَا فَيتبع ذَلِك أَن يحدث سحب هاطلة ورياح وصواعق وزلازل وصياح مثير ويتبعه مياه وعيون جَارِيَة وَمَا أشبه ذَلِك فِي الْعَالم بِإِرَادَة هَذَا الانسان وَالَّذِي يَقع لَهُ هَذَا الْكَمَال فِي جبلة النَّفس ثمَّ يكون خيرا متحليا بالسيرة الفاضلة ومحامد الْأَخْلَاق وسير الروحانيين مجتنبا عَن الرذائل ودنيات الامور فَهُوَ ذُو معْجزَة من الْأَنْبِيَاء أَي من يَدعِي النُّبُوَّة ويتحدى بهَا وَتَكون هَذِه الْأُمُور مقرونة بِدَعْوَى النُّبُوَّة أَو كَرَامَة من الْأَوْلِيَاء ويزيده تَزْكِيَة لنَفسِهِ وَضَبطه القوى واسلاسها من هَذَا الْمَعْنى زِيَادَة على مُقْتَضى جبلته ثمَّ من يكون شريرا ويستعمله فِي الشَّرّ فَهُوَ السَّاحر الْخَبيث

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست