responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 143
وَسبب الْعلم الْعقل الفعال أَو الْملك المقرب وَلَكِن يُفَارِقهُ فِي وَجهه زَوَال الْحجاب فَإِن ذَلِك لَيْسَ بِاخْتِيَار العَبْد وَلم يُفَارق الْوَحْي الإلهام فِي شَيْء من ذَلِك بل فِي مُشَاهدَة الْملك الْمُفِيد للْعلم
فان قَالَ قَائِل إِذا كَانَت هَذِه الْقُوَّة الحدسية مَوْجُودَة فِي غير النَّبِي فان الانسان يجد فِي نَفسه هَذَا التحدس فِي مسَائِل كَثِيرَة وَلكُل أحد فِي صناعته حدوس فان شَرط فِي النَّبِي أَن يكون فِي جَمِيع المعقولات فَهُوَ شَرط غير مَوْجُود فانه رُبمَا يمْتَنع عَلَيْهِ الحدس فِي مَسْأَلَة أَو مسَائِل وَأَيْضًا فان عقله حِينَئِذٍ يكون غير مشتبه عَلَيْهِ شَيْء مَا من الْغَيْب وَالشَّهَادَة فَيكون بِعَيْنِه عقلا بِالْفِعْلِ فَلَا يحْتَاج إِلَى وسط فَلَا يكون لَهُ حدس وَقد أثبتم لَهُ الحدس فَهَذَا خلف وان كَانَ الحدس فِي بعض الْمسَائِل فقد شَاركهُ فِيهِ غَيره وَلَيْسَ بخاصية لَهُ
وَأَيْضًا لَيْسَ بعض الْمسَائِل أولى من بعض وَلَيْسَ لَهُ حد مَحْدُود يخْتَص بِالنُّبُوَّةِ فَلم تتَعَيَّن الخاصية النَّبَوِيَّة وَأَيْضًا قد رتبتم الْعقل أَربع مَرَاتِب الهيولاني والملكة وَالْعقل بِالْفِعْلِ وَالْعقل الْمُسْتَفَاد فَفِي أَي مرتبَة تُوجد للنَّبِي خاصية يتَمَيَّز بهَا عَن سَائِر النَّاس
الْجَواب أَن نقُول من لم يثبت فِي الْعُقُول الانسانية تضادا وترتبا لم يستقم لَهُ إِثْبَات هَذِه الخاصية أما التضاد فعقل النَّبِي وعقل الكاهن وَأما الترتب فكعقل النَّبِي وعقل الصّديق والمتضادان خصمان يحتاجان إِلَى حَاكم لَيْسَ فَوْقه حَاكم والمترتبان ينتهيان بعقل لَيْسَ فَوْقه عقل وعَلى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عقل النَّبِي فَوق الْعُقُول كلهَا وحاكم عَلَيْهَا ومتصرف فِيهَا ومخرجها من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل ومكملها بالتكلف إِلَى أقْصَى غايات الْكَمَال اللَّائِق بِكُل وَاحِد مِنْهَا فَلَا يُمكن التَّنْصِيص على حد مَحْدُود أما إِذا كَانَ يُمكن أَن يُقَال إِن هَذِه الْقُوَّة قَابِلَة للزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فعقل النَّبِي فَوق الْعُقُول كلهَا
أما الخاصية الثَّالِثَة التابعة للنَّفس فَنَقُول قد ظهر لنا فِي الْعُلُوم الإلهية أَن

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست