قال: وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [1] الآية. يتبين معنى هذه الآية بذكر ما قبلها، وهو قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} [2].
قال ابن كثير - رحمه الله -: يقول تعالى: " قل " يا محمد[3] للمشركين الذين عبدوا غير الله {ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ} من الأصنام والأنداد، وارغبوا إليهم؛ فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم، أي بالكلية " ولا تحويلا " أي ولا أن يحولوه إلى غيركم.
والمعنى: أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر. قال العوفي عن ابن عباس في الآية: " كان أهل الشرك يقولون: نعبد الملائكة والمسيح وعزيرا، وهم الذين يدعون. يعني الملائكة والمسيح وعزيرا ". [1] سورة الإسراء آية: 57. [2] سورة الإسراء آية: 56. [3] يستعمل المفسرون هذا الخطاب كثيرا; تفسيرا لخطاب الله. ولكن يلاحظ أن الله لم يخاطب رسوله ولا مرة واحدة بهذا الخطاب "يا محمد"، بل كل خطاب الله "يا أيها النبي يا أيها الرسول " فينبغي أن يكون ذلك كذلك; والله أعلم.