يقول لو أنك عندما دخلت جنتك تذكرت أنها إنما حصلت بمشيئة الله. وما شاء الله أي هذا ما شاء الله وتذكرت أنه لا قوة لك ولا لغيرك إلا بالله، فلو أنك قلت: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [1] كان هذا هو الواجب عليك أما أن تقول: {مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} [2] هذا كفر وإنكار للبعث وإنكار لفضله -سبحانه وتعالى- إنكار لربوبيته؛ لأنه سبحانه هو المنعم المتفضِّل هو الذي يعطي ما يشاء لمن يشاء. هو الذي يعطي من يشاء ما يشاء.
{ (خطأ) مَا شَاءَ اللَّهُ} [3] يعني هذا ما شاء الله يعني هذا كائن بمشيئة الله. وفعلًا ما شاء الله كان. ما شاء الله لا بد منه وما لم يشأن لم يكن فكل ما يجري في الوجود وكل ما يحصل في الوجود من الذوات والصفات والحركات فهي كل ذلك بمشيئته لا يخرج عن مشيئته شيء أبدًا لا يخرج كل ما يجري الحروب الطاحنة والأمور هذه التي تجري هي جارية بقدر بمشيئة الله {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) } [4] والإرادة لله وصف.. أخبر عن نفسه بأنه مريد وهو فعال لما يريد {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [5] و {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [6] {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [7] فمن صفاته الإرادة فهو يريد ولكن الإرادة المضافة لله قال أهلُ العلم الإرادة نوعان: إرادة قالوا: كونية وإرادة شرعية. [1] - سورة الكهف آية: 39. [2] - سورة الكهف آية: 35-36. [3] - سورة الكهف آية: 35-36. [4] - سورة البقرة آية: 253. [5] - سورة البقرة آية: 185. [6] - سورة النساء آية: 26. [7] - سورة الأنعام آية: 125.