responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 56
وفي هذا إثبات لصفتين من صفات الله ألا وهو السمع والبصر فهو السميع وهو ذو سمع. سميع بسمع خلافًا للمعطِّلة الذين ينفون أسماءه أو يعطلون صفاته كالمعتزلة الذين يقولون: سميع بلا سمع بصير بلا بصر. هذا جهل وضلالة والجاد. إلحاد في أسماء الله بل هو سميع بسمع وسمعه واسع لجميع الأصوات سمع {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) } [1] {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [2] مهما أسرَّ الإنسان في حديثه ومحادثته ومهما تناجى المتناجون فالله يسمع نجواهم يعلم ما جرى بينهم يسمع سمع ليس كسمع المخلوق.
سمع المخلوق ليس كسمع الله، سمع المخلوق محدود سمع المخلوق موهوب له الله الذي أعطى الإنسان السمع جعل له السمع والبصر والفؤاد أما سمع الخالق فليس بمخلوق صفة ذاتية له لم يزل ولا يزال سميعًا ولم يزل ولا يزال بصيرًا ما زال بصفاته -سبحانه وتعالى- قبل خلقه. لم يزدد بكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفاته.
هكذا يقول الإمام الطحاوي في عقيدته فصفاته -تعالى- أزلية "سمع فالله سميع والإيمان بذلك له أثر إذا وقر في القلب الشعور بأنه -تعالى- سميع وأنه بصير أحدث لهم المراقبة لكن تضعف هذه المراقبة عند ضعف الشعور والاستحضار لسمع الرب وبصره أما من استحضر أن الله يسمع كلامه سوف يحسب حسابًا لما يتكلم به؛ لأنه يستحضر أن الله يسمعه لكنه يؤتَى الإنسان من غفلته عن اطلاع الله عليه وسمعه بصوته وتفصيل هذه الصفة أو الصفتين السمع والبصر كثير في القرآن يسمع كلام المؤمنين وكلام الناس في كلامهم العادي ويسمع كلام الكافرين المنتقصين لربهم {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} [3] .

[1] - سورة الزخرف آية: 80.
[2] - سورة المجادلة آية: 7.
[3] - سورة آل عمران آية: 181.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست