المقصود أن هذه الآية اشتملت أيضًا على العديد من أسماء الرب والصفات. ولهذا قال الشيخ: وما وصف الله. أي وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في أعم آية في كتابه {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [1] فاشتملت على إثبات وحدانيته {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [2] هذه كلمة التوحيد ففي هذا إثبات إلهيته ونفي الإلهية عما سواه وهذا تحقيق التوحيد {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [3] اسمان من أسمائه الحسنى فهو الحي الذي لا يموت. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [4] الحي بالحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص وكمال حياته يستلزم ثبوت جميع صفاته الذاتية له -سبحانه-، ومن أسمائه "القيوم" القائم بنفسه الغني عما سواه والقائم بغيره فلا قيام لشيء من الموجودات إلا به فهو الحي القيوم.
فهذان اسمان من أسمائه الحسنى وختمت هذه الآية باسمين آخرين وهما {الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } [5] ففيها أربعة أو خمسة نقول خمسة أسماء: الله هذا هو الاسم الجامع لمعاني سائر الأسماء سائر الصفات، وكذلك اسمه الحي القيوم. اسمان من أسمائه الحسنى وقوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [6] يعني هذا نفي أما قوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [7] إثبات إذًا هذه الآية فيها إثبات ونفي، إثبات مفصل وفيها نفي مفصل {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [8] {لَا تَأْخُذُهُ} [9] لا تغلبه السنة وهي النعاس والوسن ولا النوم كما في الحديث الصحيح " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه. [1] - سورة البقرة آية: 255. [2] - سورة البقرة آية: 255. [3] - سورة البقرة آية: 255. [4] - سورة الفرقان آية: 58. [5] - سورة البقرة آية: 255. [6] - سورة البقرة آية: 255. [7] - سورة البقرة آية: 255. [8] - سورة البقرة آية: 255. [9] - سورة البقرة آية: 255.