فلما جاء أبو هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المرة الثالثة قال: ما فعل أسيرك البارحة. قال: ذكر له ما تعلل به وما جعله يترك في الثالثة فذكر أنه قال له. دعني أعلمك آية في كتاب الله {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [1] إذا أويت إلى فراشك فاقرأ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [2] وذكرها. فقال -عليه الصلاة والسلام-: صدقك وهو كذوب " ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - صدقك ثبت هذا الحكم، فهذا القول لم يستفده أبو هريرة ولم نستفده من خبر الشيطان، إنما من تصديق الرسول وأن هذا حق الشيطان قد يعلم شيئًا من الفضائل والعلوم الشرعية التي يمكن أن يخادع بها بعض الناس. فهذا تعلَّل بهذه المعرفة اتخذ من هذا وسيلة للتخلص من قبضة أبي هريرة - رضي الله عنه -.
المقصود أن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة وهذا من أصح ما ورد في فضلها فإذا آوى الإنسان إلى فراشه فإنه يشرع له أن يقرأها فإنه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وورد في سورة البقرة عمومًا أنها. أن الشيطان يفر أو ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ومن أسباب ذلك أنها مشتملة على هذه الآية العظيمة. [1] - سورة البقرة آية: 255. [2] - سورة البقرة آية: 255.