responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 39
يُرْفَع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه من انتهى إليه بصره " فهو -تعالى- الحي القيوم وقوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [1] هذا النفي يتضمن تأكيدًا لكمال حياته؛ لأن النوم أخ للموت، والسِنة هي بدايات النوم.
فالله -تعالى- الحي الذي لا يموت وهو الحي الذي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام لا يليق به النوم. فهذا نفي وهذا إثبات {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [2] في هذا إثبات لكمال ملكه على كل شيء {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} [3] هذا نفي أي: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه وهذا يتضمن كمال ملكة فلكمال ملكه لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه بخلاف المخلوق الذي يشفع عنده الشافعون غصبًا عنهم الملوك والكبراء يشفع عندهم مقربوهم بغير إذنهم وينزلون على رغبتهم.
المقصود أن هذه الآية اشتملت على العديد من أسماء الرب كما تقدم والعديد من صفاته، وقد اشتملت على نفي {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [4] {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} [5] هذا نفي وكذلك قوله: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [6] وهذا لكمال عظمته لا يحيط العباد به علمًا كما قال -تعالى-: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) } [7] ومن النفي الذي اشتملت عليه هذه الآية {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [8] {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [9] وأحسن ما قيل.

[1] - سورة البقرة آية: 255.
[2] - سورة البقرة آية: 255.
[3] - سورة البقرة آية: 255.
[4] - سورة البقرة آية: 255.
[5] - سورة البقرة آية: 255.
[6] - سورة البقرة آية: 255.
[7] - سورة طه آية: 110.
[8] - سورة البقرة آية: 255.
[9] - سورة البقرة آية: 255.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست