responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 287
فالجهمية والمعتزلة ينفون علوه تعالى بذاته فوق المخلوقات، وينفون حقيقة الاستواء، ويفسرون ويحرفون النصوص الدالة على هذه الصفات، يحرفونها فطريقتهم في النصوص التحريف، فلما أصَّلوا نفي الصفات احتاجوا إلى تحريف النصوص وصرفها عن مواضعها، فيفسرون العلو والفوقية بعلو القدر وفوقية القدر، وفوقية القهر، وعلو القهر {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [1] يعني: فوقهم بعلو القدر يعني: أنه أفضل منهم بس؟ كقولك: الذهب فوق الفضة، يعني أنه أفضل بس؟ لا، إنه فوق العباد بذاته.
إذن ماذا يقولون في ذات الرب؟ يقولون: إنه في كل مكان حَالٌّ في المخلوقات، وهذا ضلال بعيد، في كل مكان، رد عليهم أهل السنة والجماعة، وقالوا: هذا يقتضي أنه في كل مكان في الأماكن المستقذرة وفي وفي كذا، فنفوا عن الله الكمال، ووصفوه بالنقص، المعطلة نفوا عن الله الكمال ووصفوه بالنقص، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
وفسروا الاستواء بالاستيلاء، فقالوا: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [2] يعني: استولى على العرش، قال أهل السنة: هذا يقتضي أنه كان مغلوبا، وأن العرش لم يكن ملكا لا ثم استولى عليه، وهذا ظاهر الفساد، بل معنى استوى على العرش أنه علا فوق العرش، وارتفع عليه سبحانه وتعالى، هذا هو معنى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [3] علا عليه وارتفع عليه سبحانه وتعالى.
والاستواء صفة تتعلق بالعرش خاصة، فلا يقال: الله مستو يعني على كذا، على السماء جاء في القرآن {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [4] لا الاستواء صرحت النصوص في الاستواء، يقال: الله تعالى استوى ومستو على العرش، كما جاء ذلك في سبعة مواضع من القرآن.

[1] - سورة الأنعام آية: 18.
[2] - سورة الأعراف آية: 54.
[3] - سورة الأعراف آية: 54.
[4] - سورة البقرة آية: 29.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست